admin Admin
عدد المساهمات : 1587 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 الموقع : https://elmastor99.ahlamontada.com/admin/index.forum?part=users_groups&sub=users&mode=edit&u=1&extended_admin=1&sid=c1629deafff60446a84e167c5d6aaa07
| موضوع: موسوعة أسماء الله الحسني ( المتكبر) السبت يناير 21, 2012 3:57 am | |
| المتكبر(كبر) بفتحالكافوكسرالباء أي أسن أو تقدم في العمر. و(كبر) بفتح الكاف وضم الباء أي عظم وتعالى. والكبر أوالكبرياء تعني العظمة أو العلو والرفعة. والمتكبر كوصف للعبد صفة ذميمة،ولكنهاصفة من صفات المدح الواجبة للكمال الإلهي المطلق. فالعبد الذي يتكبر أييتعاظمإنما يتكبر ويتعاظم على غيره من العباد، وهذا تكبر بلا مقتضى وبلا سند،فالناسسواسية كأسنان المشط مهما اختلفت درجاتهم، فاختلاف الدرجات والرتب لا يخرجأحدا عنكونه إنسانا، وكلنا في هذا الوصف سواء، وهو اختلاف لا يجعل أحدنا أعظم منأخيه،لأنه اختلاف لا فضل لنا فيه، إذ مرجعه إلي إرادة الله عز وجل وحكمته التيذكرها فيقوله تعالى: أهميقسمون رحمت ربك نحنقسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍليتخذ بعضهمبعضاً سخرياً ورحمت ربك خير مما يجمعون "32" (سورةالزخرف)إن الآيةالكريمة صريحة في أن الله عز وجلرفع بعضنا فوق بعض درجات، فلا فضل لنا إذن في ذلك،وإن قال أحد: إنما أوتيته على علمعندي أو عمل قمت به فإننا نقول له إن علمك وعملكأيضا هبة من الله عز وجل، وقد أرادسبحانه بهذا التفاوت أن يجعل كلا منا مسخراللآخر.ولا يظن أحد أن هذا التفاوت يتنافىمع العدل الإلهي، ومن يظن ذلك فإننانقول له: إنك فهمت الآية فهماخاطئا؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يقسم عباده قسمين.. قسم مسخر، وقسم مسخر، بل جعل كلا منا مسخر ومسخر في آن واحد، فالذييعمل فيتسليكالمجاري ودورات المياه مسخر للطبيب والمهندس وغيرهما، وفي نفس الوقت فإنالطبيبوالمهندس وغيرهما مسخرون لخدمة عامل المجاري .. بل إن ما يبذله عامل المجاريفي عملهوما يلاقيه من عناء لا يمثل مثقال ذرة مما عاناه الطبيب أو المهندس من الكدوالعناءطوال سنوات الدراسة وتحصيل العلم الذي يمكنه من أداء الخدمة التي يؤديهالهذاالعامل. فالكل إذن مسخر ومسخر وفقا لمعنى الآية السابق، ومن أسباب التفضيلأيضا قولهتعالى: هوالذي جعلكم خلائف الأرض ورفعبعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم"165" (سورةالأنعام)وهذه حكمة أخرى لتفاوت الدرجات ألاوهي الابتلاء،فالغنيمثلا يبتلى فيما أوتي من سعة الرزق .. هل سيخرج زكاة ماله ويؤتي الصدقات أميكنزالأموال؟ والفقير يبتلى هل سيصبر على ضيق ذات اليد .. أم يعترض ويسخط؟ وهكذاالشأن فيسائر النعم والنقم!! فإذا كان التفاوت بين العباد حادثا بإرادة الله عزوجلولحكمته، وليس لنا فيه فضل، فإنه لا يصح أن يتصور أحدنا أنه أعظم أو اكبر منأخيه، ومنيتصور ذلك فهو متكبر، والتكبر في حقه صفة ذميمة، لأنه أراد أن يصف نفسهبما ليسلها، فمهما أوتي الإنسان من زينة الدنيا فهو إنسان وهو عبد الله عز وجل،ولن تخرجهممتلكاته عن هذا الوصف، وقد أوضح لنا الحق جل وعلا موقفه من المستكبرينمن خلقهوأوضح لنا جزاءهم يوم القيامة فقال سبحانه:إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين "60"(سورةغافر)وقال عز وجل:والذين كذبوابآيتناواستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "36" (سورةالأعراف)وقال الحق سبحانه: إن الذينكذبوابآيتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلجالجمل فيسم الخياط وكذلك نجزي المجرمين "40"}(سورة الأعراف)وقد مدحالله عز وجل عباده الذين لايستكبرون عن عبادته في العديد من الآيات القرآنية منهاقوله تعالى: إنمايؤمن بآيتنا الذين إذا ذكروا بهاخروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهملا يستكبرون "15" (سورة السجدة)أما(المتكبر)كاسم من أسماء الله عز وجل وصفة من صفاته، فإنه من مقتضيات الكمال الإلهيالمطلق،وهو لا يعني أن الحق تبارك وتعالى يتكبر على عباده كما يفهم السطحيون،وإنمايعني أنه جل وعلا عظيم بذاته ومتعالي فوق عباده بحكم كونه الخالق الموصوفبصفاتالكمال المطلق وبحكم كونهم المخلوقين من العدم والقائمين به عز وجل ولا قياملهم بدونه. والحديث عن الصفات الإلهية دون فهممعناها يوقع في الخطأ الجسيموالضلال المبين، وقد سمعنا من قبل مقولة أحد المستشرقين: أنه فيالوقت الذي تصف فيهعقيدتناالسمحاء الخالق بالتواضع المطلق فإن الإسلام يصفه بالكبرياء المطلق، وهذاالقول إندل على شيء فإنما يدل على جهله بمفهوم الصفات الإلهية في الإسلام، فمفهومهللتكبروالتواضع بالنسبة لله عز وجل كمفهومه للتواضع والتكبر بين الناس، وشتان بينهذا وذاك. إن العلاقة بيننا وبين الله عز وجلفيما يتعلق بالتكبر والتواضع هيأن الحق تبارك وتعالى هو (المتكبر)أي العظيم بذاته والمتعالي بذاته ونحن(المتواضعون) له، فإذا أردنا أن نتكبر على بعضنا البعض أو عليه عز وجلفقد خرجناعلىمقتضى التواضع الذي هو صفة لصيقة بنا وهذا محرم شرعا، وقد قال جل وعلا فيالحديثالقدسي: (العظمةإزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما ألقيته فيالنار)بينما التواضع في حق الله عز وجل خروج على مقتضى العظمة الذاتيةوالعلوالذاتيله جل وعلا، وهو تكلف غير جائز على الله تبارك وتعالى، وإذا قال زيد منالناس أنهيعامل الناس بتواضع فإنه في حقيقة الأمر متكبر؛ لأنه يشعر في دخيلة نفسهأنه افضلمنهم وأعظم منهم ومع ذلك فهو يعاملهم بتواضع، وإن جاز أن يوصف إنسان بأنهمتواضعفإنه لا يجوز أن يوصف الله عز وجل بهذا الوصف لأن التواضع في اللغة من الضعةوهيالدنو، والدنو يليق بالمخلوق ولكنه لا يليق بالخالق عز وجل المتصف بصفات الكمالالمطلق. والكبرياء الإلهي عصمة من الانقيادلأحد، إذا كيف ينقاد الحق عز وجللغيره وهو المتكبر المتعالي عنصفات الخلق ولا يعلوه متكبر. فسبحان المتكبربربويته، المتكبر على الطغاة منخلقه الذي تذل له المخلوقات ولا يذل سبحانه لأحد،والكبر لا يليق بأحد من المخلوقين،وإنما سمة العبيد الخشوع والتذلل. وسبحان الذيجعل التواضع سمة من سمات خلقه،بينما الكبرياء صفة من صفات كماله، لصيقة بذاته،قديمة قدمه، وسبحان الذي قال عننفسه وقوله الحق:(هو الله الذي لا إله إلا هوالملكالقدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبارالمتكبرسبحان الله عما يشركون)كما قال سبحانه: (ولهالكبرياء في السماواتوالأرض وهو العزيز الحكيم"37" (سورة الجاثية) عوده للقائمة الرئيسيّة | |
|