admin Admin
عدد المساهمات : 1587 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 الموقع : https://elmastor99.ahlamontada.com/admin/index.forum?part=users_groups&sub=users&mode=edit&u=1&extended_admin=1&sid=c1629deafff60446a84e167c5d6aaa07
| موضوع: نبذة عن حياة الشيخ حمدي الزامل السبت نوفمبر 12, 2011 4:24 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم لكم سيرة الشيخ حمدى الزامل ( رحمه الله )نبذة عن الشيخ حمدي الزامل
مقولة
رحم الله الشيخ حمدى الزامل الذى قال فى حقه الشيخ عبد الباسط "إذا وجد حمدى الزامل فى جمع
من القراء فيجب ألا يقرأ أحد سواه "
ولادته:-
ولد القارىء الشيخ حمدي محمود الزامل يوم 22/12/1929م بقرية منية محلة دمنه م
ركز المنصورة بمحافظة الدقهليه..
وتوفي يوم 12/5/1982م. حفظ القرآنالكريم بكتّاب القرية قبل سن العاشرة تلقياً
من فم خاله المرحوم الشيخمصطفى إبراهيم , وجوده على شيخه المرحوم
الشيخ عوف بحبح .. بنفس القرية .. بالكتاب ظهرت علامات الموهبة لدى الفتى
الموهوب حمدي الذي لفت إليهالأنظار لجمال صوته وقوة أدائه وهو طفل صغير
فأطلق عليه أهل القرية وزملاءالكتّاب لقب ((الشيخ الصغير)) وكان ملتزماً
بالمواظبة على الحفظ مطيعاًلشيخه الذي أولاه رعاية واهتماماً ليعده
إعداداً متقناً لأن يكون قارئاًللقرآن له صيته وشهرته .. كان لهذا الاهتمام
الدور الكبير في تشجيع الفتىالقرآني حمدي الزامل على الإقبال على الحفظ
عن حب ورغبة, فرضت الأسرةرقابة شديدة على الشيخ الصغير حمدي الزامل
وأحاطوه بالحب والتقدير وأدخلواعلى نفسه الثقة بجلوسهم أمامه يستمعون إليه
وكأنه قارىء كبير, فزادوه ثقةبنفسه ليصبح حديث أهل القريتين التوأم اللتين
يفصلهما بحر صغير يفصلبينهما من حيث الحدود فقط ولكنه بمثابة حبل
الوريد الذي يغذي الجسدالواحد..
نشأته:
كان لنشأته بمنطقة
تجارية سميت بمنطقة (( بلاد البحر)) الأثر الكبير فيتعلقه بأن يكون قارئاً مشهوراً وصييتاً
كبيراً مثل مشاهير القراء الذينتنافسوا فيما بينهم من خلال المآتم الخاصة
بالعائلات الكبرى في منطقة بلادالبحر أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ
عبدالفتاح الشعشاعي والشيخعبدالعظيم زاهر والشيخ أبوالعينين شعيشع
وغيرهم من قراء الرعيل الأولبالإذاعة .. كان القارىء الموهوب حمدي الزامل
حريصاً منذ طفولته على حضورهذه السهرات فاستفاد بقوة من هذه المواقف
وخاصة تعلقه وطموحه بأن يكونمثلهم في يوم من الأيام .. بدأ والده يشعر
بأن مجد العائلة وعزًها سيرتبطبمستقبل ابنه حمدي الذي بدأ يقلد مشاهير
القراء أمثال الشيخ مصطفى إسماعيلوالشيخ عبدالفتاح الشعشاعي ساعده على ذلك
تمكنه من حفظ القرآن وجمال صوتهوقوته بمساحاته التي أهلته لأن يكون قارئاً
له وزنه وثقله بين القراء .. أشار أحد أقاربه على والده بأن يرسل ابنه
حمدي إلى الزقازيق ليلتحقبالمعهد الديني الأزهري ما دام قد حفظ القرآن
كاملاً في سن مبكرة حتى يكونأحد رجال الدين البارزين أصحاب المكانة
المرموقة داخل نطاق المجتمع الريفي .. لم يتردد الوالد في قبول هذه النصيحة فألحق
ابنه بمعهد الزقازيقالابتدائي الأزهري فاستقبله شيخ المعهد بحفاوة وطلب منه
أن يتلو عليه بعضآي القرآن ليتعرف على مدى حفظه فاكتشف أنه صييت صغير
ينتظره شأن كبير ولميصدق شيخ المعهد أذناه ولا عيناه بالمفاجأة التي جعلته
يقول للفتى الموهوبابن العاشرة (( تاني يا شيخ حمدي ربنا يفتح عليك )) وظل الشيخ يستمعلصاحب
الصوت الجميل والأداء القوي الموزون المحكم , فقبّله ودعا لهبالتوفيق
وأوصى به أباه وأخبره بأن هذا الابن يعتبر ثروة لا تعادلها ثروةوسيكون
له شأن كبير بين أهل القرآن وقرائه .. قضى الفتى القرآني حمديمحمود
الزامل المرحلة الابتدائية الأزهرية بمعهد الزقازيق محمولاً داخلقلوب
المشايخ والزملاء وبأعينهم لأنه كان يتلو ما تيسر من القرآن صباح كليوم
يفتتح اليوم الدراسي بخير الكلام بالقرآن الكريم .
بعد حصوله على الابتدائيه الأزهرية ظهرت كل إمكاناته التي مكنته من تلاوةالقرآن
بطريقة لا تقل عن أداء كبار القراء فتدخل شيخه عوف بحبح لدى والدهوأشار
عليه بتفرغ الشيخ حمدي لتجويد القرآن في هذه المرحلة حتى ينطلقكقارىء
ما دامت الموهبة موجودة والإمكانات تفوق سنه .. وافق الوالد مباشرةلأنه
يتطلع إلى مجد يستطيع أن يرفع رأسه بين كبار العائلات بالقريتينالمتجاورتين
اللتين تشهدان منافسات بين العائلات .. لقد جاء اليوم الذييستطيع
فيه الحاج محمود أن يقول لهم : إذا كان التنافس بينكم في أحد طرفيالزينة
الدنيوية وهو المال فإن الله وهبني طرفي زينة الحياة الدنيا من منخلال
موهبة الشيخ حمدي .. وهذا ما جعل الحاج محمود يوافق على فكرة الشيخعوف
بحبح الذي سيتولى تجويد القرآن للشيخ حمدي الذي تلقى أحكام التجويدوعلوم
القرآن من فمه مباشرة عن حب ورغبة شديدة في التمكن من تلاوة القرآن
.. لما بلغ الشيخ حمدي الثانية عشرة من عمره ذاع صيته بمنطقة البحر كماأطلق عليها –
فانهالت عليه الدعوات من هذه البلاد بداية من (( شها))وصولاً إلى المنزلة التي اشتهر بها قبل بلوغه الخامسة عشرة وأثنى عليهالشيخ
توفيق عبدالعزيز وبشّره بعلو منزلة بين قراء القرآن المشاهير لأنالشيخ
توفيق رحمه الله كان من العلماء المتخصصين في علوم القرآن وهو والدالإذاعية
القديرة فضيلة توفيق وكانت شهادة الشيخ توفيق بمثابة وسام علىصدر
الشيخ حمدي الذي دخل قلوب الناس واصبح قارءهم المفضل صاحب الصوت العذبالفريد
المصّور لمعاني القرآن أبلغ ما يكون التصوير .
القارىء الموهوب:
منذ عام 1944م وحتى وفاته عام 1982م
قضى الشيخ حمدي ما يقرب من أربعينعاماً تالياً آي الذكر الحكيم بقوة وكفاءة
عالية, فاستطاع بجدارة, أن يحصلعلى لقب (( كروان الدقهلية )) لأنه كان
القارىء المفضل لجميع محافظاتالدقهلية والمحافظات المجاورة لها .. بحق
الجوار كان يوافق على قبولالدعوات من محافظة دمياط والشرقية لأنه كان
قبولاً على حساب رفض .. حيثكان يطلب في اليوم لأكثر من سهرة فيأخذ
الأولى أو التي تخص أصدقاءهوأقاربه الموجودين في أكثر من مكان بالدقهلية.
عشق الآلاف من السميعةالمحترفين فن أداء وتلاوة الشيخ حمدي صاحب
الصوت القوي الرخيم الخاشعالمعبر وإمكاناته في التلاوة التي تهز
المشاعر وتحرق الوجدان وتوقظ القلوب .. منحه الله مزماراً صوتياً من مزامير آل داود
تجلت هذه القدرة وهذهالعذوبة في أدائه بأنغام تحملها أوتار صوتية
معدة ومجهزة تجهيزاً ربانياًتجعل السامع ينفعل بقلبه ومشارعه وأحاسيسه مع
كل حرف يتلوه ولكل نغمةيؤديها ببراعة الإنتقال من مقام إلى مقام.
تجده أنه قارىء فريد متميزمتمكن, كان يقرأ اصعب قبل السهل لتمكنه من
الحفظ والتجويد وشهد له بذلكالشيخ مصطفى وإسماعيل . وكانت براعة وإمكانات
الشيخ حمدي تظهر فريدة منخلال تمهيده للتصديق في كلمة واحدة وهي آخر
كلمة في التلاوة وكان يعطيالسامع كل ألوان وإحساسات التمهيد في كلمة أو
كلمتين بمهارة وتمكن لاينافسه فيه أحد.
مكانته بين الناس:
ظل الشيخ حمدي الزامل ما يقرب من عشرين عاماً
القارىء المفضل لدى معظم قرىومدن الدقهلية مع أمثاله من مشاهير القراء
مما شغله عن الالتحاق بالإذاعةمبكراً .. واستمر هذا الانشغال بحب الناس له
مع دخوله الإذاعة فلم يتمكنمن الحصول على حقه كاملاً لأنه كان يعرف قدر
نفسه تماماً وكان دائماً يضعإشباع رغبة عشاق فن أدائه فوق كل رغباته لأنه
كان يعتبر المجد والعزوالجاه والشهرة في تلاوة القرآن لا في
الأضواء القاتلة التي لما أراد أنيسعى إليها على استحياء بضغط من أحبابه
وجمهوره كانت سبباً في إسدالالستار عن موهبة قلما يجود الزمان بمثلها
اسمها (( حمدي الزامل )) عاشحياته صديقاً لكل الناس فلم تخل قرية ولا
مدينة في الوجه البحري من أكثرمن صديق له مما وثّق الصلة بينه وبين آلاف
المحبين له قارئاً وإنساناً .. دفع هذا الحب بعض العائلات إلى تأخير السهرة
لأن الشيخ حمدي مرتبط .. ومنهؤلاء المقربين ابنه عمه أحد رجال الدين
وحفظة القرآن المرحوم الشيخ فتحيالزامل وكذلك الحاج سيد سويلم عضو مجلس الشعب
وعائلة سويلم بقرية برمبالمركز المنصورة والأستاذ محمود أمان بمحلة
زيّاد مركز المحلة الكبرى.
احترامه الشديد للزميل
واهتمامه بمظهره ومواعيده بالإضافة إلى تعلق الآلافبه كقارىء وصييت له مكانته بين مشاهير
القراء. وضيف الشيخ أحمد أبوزيدالقارىء والمبتهل الإذاعي الشهير حتى قبل
دخوله الإذاعة .. كان أجره مثلأجر الشيخ مصطفى والشيخ البنا والشيخ
عبدالباسط .. وأحياناً يدعى لمآتمويرد نصف ما حصل عليه لأنه يجد أن أسرة
المتوفى لا يتناسب ما دفعوه معدخلهم.
الزامل ومصطفى إسماعيل:
كانت بداية معرفة الشيخ
مصطفى إسماعيل بالشيخ حمدي الزامل .. عام 1966معندما كان الشيخ حمدي يقرأ مأتم بقرية شها
مركز المنصورة وكان السرادق علىالطريق وأثناء مرور الشيخ مصطفى على (( الصوان ))
متجها إلى جهة المنزلةليقرأ مأتم فقال للسائق انتظر لحظة وسمع
الشيخ حمدي فسأل عنه فقيل له إنهالشيخ حمدي الزامل فأعجب بالصوت والأداء ..
ومن هذه اللحظة بدأ الشيخمصطفى يثني على الشيخ حمدي حتى قرأ معه في
مأتم واحد. وكان القادم منمشاهير قراء الإذاعة إلى أي مكان بالدقهلية
يعلم جيداً أن الشيخ حمديمشغول وإلا كان هو البديل .. ولكن قليلاً
جداً ونادراً ما كان يدعى قارىءمع الشيخ حمدي بسهرة واحدة ولكن الشيخ مصطفى
إسماعيل الذي كان أشدالمعجبين بالشيخ حمدي وذكاه أكثر من مرة
واعترف به كأحد الموهوبينالمتمكنين في تلاوة القرآن الكريم .. كثيراً
ما التقى والشيخ الزامل الذيلفت الأنظار إليه بشدة في وجود الشيخ مصطفى
الذي قال: (( المستقبلللمجيدين أمثال الشيخ حمدي )) ويقول الشيخ
عبده الدسوقي وهو من حفظةالقرآن الكريم بالمنصورة : (( نظراً لخبرتي
الطويلة معمشاهير القراء منذعصر الشيخ مصطفى إسماعيل والشعشاعي والبنا
وعبدالباسط وشعيشع وغيرهم سنحتلي أكثر من فرصة لأن أحضر منافسات ضارية بين
فحول القراء .. وفجأة ظهربينهم أحد العمالقة الموهوبين أصحاب الوزن
والصيت المتين وهو الشيخ حمديالزامل وحدث أن توفي أحد كبار الشخصيات
بمدينة المنصورة وكان المأتممهولاً والسرادق يمتد لأكثر من نصف كيلو متر
أمام دار ابن لقمان مطلاً علىالبحر الصغير بالمنصورة وكان الشيخ مصطفى
إسماعيل مدعواً لإحياء هذاالمأتم في صيف عام 1960م – ولم يعلم الشيخ
مصطفى بوجود قارىء معه بالسهرةولكنه حضر متأخراً .. ولما دخل (( الصوان ))
وجد الشيخ حمدي الزامل جالساًفسلّم عليه وقال له : (( هو أنت هنا يا شيخ
حمدي !! )) أنت مدعو معيالليلة ؟ فقال له نعم يا عم الشيخ مصطفى فقال
الشيخ مصطفى : أقسم باللهما أقرأ إلا بعد ما أسمعك وأصر الشيخ مصطفى
على ذلك وصعد الشيخ حمدي كرسيالقراءة وقرأ قرآناً كأنه من الجنة وكلما
أراد أن يصدق يقسم الشيخ مصطفىبأنه لن يصدق إلأ إذا قال له الشيخ مصطفى
وامتدت التلاوة لأكثر من ساعةونصف وكانت ليلة من ليالي القرآن واستمرت إلى
ما قبل الفجر بقليل .
الزامل وعبدالباسط عام 1970 يقول الشيخ أحمد أبوزيد
القارىء والمبتهل الإذاعي وابن القارىء الإذاعيالمرحوم الشيخ حسين أبوزيد والذي قرأ مع
الشيخ حمدي بالمنصورة أكثر من مرة : الشيخ حمدي الزامل كان أسطورة لن ينساه محبوه
وعشاق فن أدائه أبداًسواء الذي عاصروه أو الذي يستمعون إلى
تسجيلاته .. وقد حضرته عشرات المراتبعضها كقارىء ومعظمها كمستمع فعرفت قدره عند
الناس ومدى كفاءة هذا القارىءالموهوب المميز الفريد وخاصة عندما دعي الشيخ
عبدالباسط لإحياء مأتم أمامجمعية الشبان المسلمين بالمنصورة . بدار
مناسبات مسجد النصر .. ودخل الشيخعبدالباسط وسط آلاف المعزين الذي امتد بهم
المجلس إلى خارج المكان .. فوجدالشيخ حمدي الزامل يقرأ, فقال الشيخ
عبدالباسط لصاحب السهرة هو أنت دعوتنيبمفردي أم معي الشيخ حمدي ؟ فقال للشيخ
عبدالباسط الشيخ حمدي مدعو كذلكفقال له الشيخ عبدالباسط بكل تواضع أهل
القرآن في وجود الشيخ حمدي يجب ألايقرأ أحد لأنه يقدم كل فنون تلاوة القرآن
السليم بصوت وطريقة عظيمة وجلسالشيخ عبدالباسط حتى ختم الشيخ حمدي وتعانق
الإثنان وجلسا معاً دقائقبعدها صعد الشيخ عبدالباسط ليقرأ والمعزون كل
في مكانه لم يتحرك أحد منهمبل تضاعف عددهم ليستمعوا إلى الشيخ عبدالباسط
وبعد 15 دقيقة صدق الشيخعبدالباسط وقال للشيخ حمدي اقرأ يا شيخ حمدي
لأنني في اشتياق إلى سماعكلما سمعته عنك من الشيخ مصطفى إسماعيل.
الإذاعة والتليفزيون:
يعتبر الشيخ حمدي الزامل
من القراء القلائل الذين اعتمدوا بالإذاعةوالتليفزيون في آن واحد .. ولكفاءته قرأ
الجمعة بالتليفزيون وأذيعتتسجيلاته في دوره مع المشاهير مع بداية
ونهاية إرسال التليفزيون حتى وفاته .. وقرأ جميع الاحتفالات والمناسبات على الهواء
بالإذاعة ليصبح في فترةقصيرة من القراء المشاهير على مستوى العالم
عن طريق الإذاعة, ولكنه لميأخذ حقه كاملاً من التسجيلات نظراً لأمور
شخصية جعلت ملايين الناسيتساءلون عن السبب في ذلك ولم يكن هناك شيء
إلا اختلاف شخصي بينه وبينالمسئولين عن الإنتاج الديني آنذاك ورحل
الجميع القارىء والمسئولون عنندرة تسجيلاته تاركين ملايين المستمعين عبر
الأجيال يتساءلون : أين حظ هذاالقارىء من الرصيد القرآني والتلاوات النادرة
.. ألم يصل رصيده إلى الربعمن الرصيد الذي تركه تلاميذه وتابعوهم من
قراء العصر الحديث ؟ ! .
الزامل وقرآن الفجر:
ظل الشيخ حمدي يتلو قرآن
الفجر مرة كل عشرين يوماً طوال ست سنوات علىالهواء مباشرة .. يؤدي أعلى وأبرع ما يكون فن
الأداء والتلاوة بتميزوإبداع وتمكن وثقة .. كان يعرف لمكانته حقها
ومنزلتها بين القراء وكانيقدر جمهوره وعشاق فن أدائه فلم يتكاسل مرة
واحدة في أدائه بقوة إلا إذامرض فيمتنع عن القراءة ويعتذر لأنه لم يعود
نفسه ولا محبيه على أداء وسط, وكان يشعر بأنه لا بد أن يكون مميزاً بين القراء وخاصة
في الحفلاتالخارجية والفجر وكانت له بداية تميزه فيقول : ((أعوذ بالله السميعالعليم من الشيطان الرجيم )) ولشدة تميز صوته وطريقة
أدائه كان يميزه عشاقصوته وفنه بصدى صوته الذي كان يداعب نسيم
الهواء فجراً في غسق الليلفيتجاوب معه ما بين السموات والأرض من
مخلوقات والملائكة الحافين حولالعرش وما في قاع البحر وعلى أوراق الشجر
وخفي تحت جذوع الشجر وتلألأ فيضوء القمر والرمال والجبال والحجر والطير وقت
السحر كل قد علم صلاتهوتسبيحه .. إنها لحظات تجلٍ من السماء على
قارىء يتلو كلام ربه من صفوةخلقه وعباده أورثهم تلاوة وحفظ كتابه .. كان
الشيخ حمدي أثناء تلاوتهالآيات والذكر الحكيم . والذي فضّل تلاوة
القرآن في مصر التي تربى علىأرضها ونهل من علمها وخيرها فاعتذر عن عدم
تلبيته لكثير من الدعوات التيتدفقت عليه خاصة وتكليفاً مكتفياً بالسفر إلى
أطهر البقاع لأداء فريضةالحج ولم يفكر في ترك أهله وعشاق صوته
والاستماع إليه ولو مرة واحدة فيرمضان معترفاً بدور زملائه القراء الذين
يلبون الدعوات ويسافرون إلى معظمدول العالم وما يستحقونه من تقدير جزاء ما
يقومون به من عطاء قرآني لجميعالمسلمين في كل مكان.
تراثه القرآني:
لقد جند الله بعض
المحبين لهذا القارىء الموهوب ليقوموا بالبحث عنتسجيلاته المتناثرة في كل مكان معلوم وغير
معلوم .. منهم : الحاج طلعتالبسيوني وهو من قرية (( مينة محلة دمنه ))
بلدة الشيخ حمدي والذي طافمعظم قرى ومدن الوجه البحري بحثاً عن تسجيل
للشيخ حمدى مهما يكلفه من جهدووقت ومال فتمكن من الحصول على عشرات
التسجيلات من روائع ما تلى الشيخحمدي الزامل. وكذلك فعل عادل أبو المعاطي وهو
من قرية (( محلة دمنه)) توأم قرية الشيخ حمدي – وقد استطاع أن يحصل على كثير من التسجيلات النادرةللشيخ
حمدي فكونا مكتبة بها أكثر من مائتي تلاوة نادرة للشيخ حمدي الزاملوإن كان
بعضها متوسط الجودة من حيث طريقة التسجيل ولكن جمال الأداء وعذوبةالصوت
يعوض هذا الجانب.
المرض والرحيل:
عاش الشيخ حمدي أكثر من
عشرين عاماً يصارع مرض السكر اللعين الذي يؤثر علىنفسية القارىء ولكنه كان شديد المحافظة على
نفسه حتى لا يزيد عليه السكرإلى أن جاء اليوم الذي كان سبباً في إسدال
الستار على موهبة هذا القارىءالكبير جاءت غيبوبة السكر بقوة لتحمل الشيخ
حمدي وما معه من قرآن وفن إلىحجرة بمستشفى المقاولون العرب بالقاهرة بصحبة
ابن عمته (( الاستاذ إبراهيمسلامه )) وابن أخته (( طلعت محمد عبدالجواد )) لمدة أسبوع تدهورت فيهحالته الصحية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وفي يوم 12/5/1982م حملت الملائكةروحه على كتاب الله لتضعها في مكانها حيث
أمرهم الله بين ما رحل من أهلالقرآن متكئاً مرتقياً على الآرائك يقرأ
ويرتل كما كان يرتل في الدنيا .. فهذه هي منزل صاحب القرآن, كما ورد عن النبي (ص).
مدرسة الشيخ حمدي الزامل:
يعتبر الشيخ حمدي الزامل
صاحب طريقة فريدة مميزة ولون مقبول لدى ملايينالمستمعين المهتمين بمتابعة مشاهير القراء ..
فاستحق أن يكون صاحب مدرسةالتحق بها كثير من القراء الذين تأثروا به من
حيث طريقة الأداء نقلاً عنه. أشهر هؤلاء القراء :
القارىء الشيخ محمد سيد
ضيف الذي استطاع أن يصل إلى قلوب الناس من خلالشدة تأثره بالشيخ الزامل أما القارىء الشيخ
محمد الحسيني الذي ارتبطبالشيخ حمدي نظراً للقرابة والجوار لأنه من
نفس القرية – استطاع أن يتقنطريقة الشيخ حمدي لدرجة مكنته من تقمص طريقة
الشيخ حمدي وخاصة في مواضعمعينة من القرآن يصعب على السامع تحديد شخصية
القارىء أهو الحسيني أم هوالزامل وصنع الشيخ الحسيني شهرة امتدت إلى
معظم قرى محافظة الدقهلية بسببإتقانه لطريقة الشيخ الزامل ولكن القوة
والإمكانات التي وهبها الله للشيخالزامل وقوة أحباله الصوتية جعلت الشيخ
الحسيني يجهد نفسه تماماً ويضغطعلى حنجرته لتضاهي حنجرة الزامل فأصيبتا
اللوزتان بالتهابات مستمرة أجبرتالشيخ الحسيني على عمل جراحة استئصال في
الكبر فلم يستطع العودة إلىالقراءة مرة أخرى فاكتفى بما حققه من شهرة
ولزم بيته يسمع نفسه عبر بعضالتسجيلات التي تذكره بنفسه والشيخ الزامل.
وهناك كثير من القراء الذينساروا على طريقة الشيخ الزامل أشهرهم الشيخ
حسن البرعي (( القباب الصغرى(( مركز دكرنس – والشيخ السبع (( بلقاس )) والشيخ أحمد
شعبان (( محلة دمنه ))الشيخ وصفي (( تمي الأمديد )) والشيخ كرم عبدالجيّد.
الوفاة وتشييع الجنازة:
لم يصدق الآلاف من
مستمعي الشيخ حمدي ومحبيه أن الصوت قد سكت والجسدسيوارى بعد لحظات والتاريخ القرآني لقارئهم
قد أسدل ستاره ونهار شبابه قدذهب في لمح البصر . فتجمعوا حول منزله
استعداداً لتكريم جثمانه ولكنهم لميتمكنوا لا لأنه رحل وإنما لأنهم وجدوا
وفوداً من البشر غطت أرض الواقععلى اختلاف أنواعهم وأعمارهم بنات وأطفال
فتيات وشباباً نساءًُ ورجالاًشيباً وولداً بالآلاف جاءوا ينتحبون محتشدين
فلم يستوعبهم المكان فامتدطوفان البشر إلى الحقول المجاورة وبصعوبة
بالغة شيعوا الجثمان ليتقدمهمثلاثة من المحافظين للدقهلية ودمياط والغربية
ومديروا الأمن وقوة من الأمنالمركزي ووفود من المحافظات المجاورة يتقدمهم
اللواء سعد الشربيني محافظالدقهلية آنذاك والذي كان صديقاً للشيخ حمدي
الزامل. والكل يردد بلاانقطاع (( الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ))
حتى وصلوا به إلى مثواهالأخير ليعودوا حيث المكان المقام به سرادق
العزاء في مساحة لا تقل عنفدان أو يزيد الكل يعزي نفسه لأنه كان لهم
جميعاً بمثابة الغذاء الروحيالذي طالما رد إلى كل نفس شوقها بمتعة روحية
مستمدةمن عظمة كلام الله .. ومن يومها وحتى الآن وكلهم في انتظار تكريم
اسم هذا القارىء العظيمباطلاقه على أحد شوارع مدينة المنصورة ليعلم
الجميع أن تكريم أهل القرآنماهو إلا تكريم لهم جميعاً .
الأسرة:-
تعتبر عائلة الزامل من
العائلات الكبرى بقرية (( منية محلة دمنة )) لمالها من
مكانة مرموقة وخاصة بعد الشهرة الواسعة التي حققها الشيخ حمديكواحد
من أشهر القراء الذي بروزا على الساحة القرآنية, وكان قريباً جداًمن أخيه
محمود عزمي محمود الزامل (( أسم مركّب )) والذي يعمل أستاذاًللإقتصاد
بكلية التجارة جامعة مانشستر بإنجلترا منذ ما يقرب من ثلاثينعاماً
.. وكانت أخته الشقيقة المرحومة الحاجة سعاد محمود الزامل تعتبربالنسبة
له (( أم أخيها )) لبرها الشديد به والذي كان يصل إلى أنها كانتتنتظر
عودته من السهرة ولا تنام حتى مطلع الفجر لتطمئن عليه وإذا سافر إلىالقاهرة
ليتلو قرآن الفجر عبر موجات الإذاعة .. كانت تظل يقظانة لا يجرؤالنوم
على الإقتراب من عينيها حتى تسمعه عبر موجات (( الراديو )) وتظلكذلك
حتى يعود إلى البيت .. ولهذا الحب الخالص وهذا البر النقي أصرتالحاجة
سعاد على أن تزوج أحد أبنائها (( المحاسب حمدي محمد عبدالجواد))من ابنة أخيها الشيخ حمدي (( نهلة حمدي محموج
الزامل )) حتى تضمن مزيداًمن البر وصلة الرحم , وخاصة بعد رحيل زهرة
الأسرة الشيخ حمدي, حتى يكونالأحفاد شركاء ومناصفة بينها وبين أخيها
العزيز الغالي عليها جداً((الشيخ حمدي ))
ولكن سرعان ما لحقت الحاجة سعاد بأخيها على أمل اللقاء يوميرد الخلق
إلى ا لله جميعاً .. وهكذا رحل الشقيقان تاركين خلفهما الأحفادهشام
وميريهان وهاله حمدي محمد عبدالجواد يدعون لهما بالرحمة والغفران.
وكان للشيخ حمدي أخ يحفظ
القرآن كاملاً ولكنه مات في ريعان شبابه وهوالشيخ رفعت محمود الزامل. أما أبناء الشيخ
حمدي فهم محمود الذي تفرغلأعماله الخاصة ونهلة الحاصلة على بكالوريوس
العلوم والمقيمة مع زوجهابالسعودية .. وميرفت حمدي الزامل الحاصلة على
بكالوريوس التجارة من جامعةالزقازيق والتي تتطلع لأن تعمل كمذيعة كما
كان يبشرها أبوها بذلك .. وأمارضا حمدي الزامل الطالب بكلية التجارة جامعة
المنصورة فهو أشد الأبناءحرصاً على جمع والمحافظة على تراث أبيه
القرآني ويحاول تقليد والده منخلال القدر الذي حفظه من القرآن ويحاول استكمال حفظ القرآن هذه الأيام. وآخر أبناء الشيخ حمدي هو رفعت الزامل.
----------------- | |
|