منتــديـــــــات .... ضياء الـديــــن البــري .... للثقـــــــافة والأدب
اهلا وسهلا بكم .. نورتونا .. نسعد لتواجدكم .. وتواصلكم الدائم معنا ومن خلال منتداكم .. معا سيكون احلي منتدي ..
منتــديـــــــات .... ضياء الـديــــن البــري .... للثقـــــــافة والأدب
اهلا وسهلا بكم .. نورتونا .. نسعد لتواجدكم .. وتواصلكم الدائم معنا ومن خلال منتداكم .. معا سيكون احلي منتدي ..
منتــديـــــــات .... ضياء الـديــــن البــري .... للثقـــــــافة والأدب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتــديـــــــات .... ضياء الـديــــن البــري .... للثقـــــــافة والأدب

أدبــي ...... ثقــافي ...... إســلامي.......شعر العـاميــــة ..... كل ماينفـــع الناس
 
الرئيسيةموسوعة الصحابه .. حرف الألف ..  Emptyأحدث الصوردخولالتسجيل
السلام عليكم .. أهلا وسهلا ومرحبا بكم في منتداكم .. زيارتكم شرف لنا .. وتواجدكم بيننا مبتغانا .. الدعاء أعذب نهر جرى ماؤه بين المتحابين في الله ..... ولأنني في الله أحبكم .. أهديكم من عذوبته .. بارك الله لك في عمرك وأيامك .. نرحب بمن يتواجد معنا للإشراف علي أقسام المنتدي .. نسعي وإياكم لما يرضي الله وينفع الناس ..
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 موسوعة الصحابه .. حرف الألف ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
Anonymous



موسوعة الصحابه .. حرف الألف ..  Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة الصحابه .. حرف الألف ..    موسوعة الصحابه .. حرف الألف ..  Icon_minitimeالسبت يوليو 09, 2011 3:11 pm

أبو ذر
الغفاري
رضي الله عنه



"ماأقلت الغبراء ،
ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر000 " حديث شريف



من هو؟

هو جندب بن جنادة من غفار ، قبيلة لها باع طويل
في قطع الطريق ، فأهلها
مضرب الأمثال في السطو غير المشروع ، انهم حلفاء الليل
، والويل لمن يقع
في أيدي أحد من غفار000ولكن شاء المولى أن ينير لهذه القبيلة
دربها بدأ
من أبي ذر -رضي الله عنه- ، فهو ذو بصيرة ، و ممن يتألهون في
الجاهلية
ويتمردون على عبادة الأصنام ، ويذهبون الى الايمان باله خالق عظيم ،
فما
أن سمع عن الدين الجديد حتى شد الرحال الى مكة000




اسلامه


ودخل أبو
ذر -رضي الله عنه- مكة متنكرا ، يتسمع الى أخبار أهلها والدين الجديد ، حتى وجد
الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صباح أحد الأيام جالسا ، فاقترب منه وقال ( نعمت
صباحا يا أخا العرب )000فأجاب الرسول ( وعليك السلام يا أخاه )000قال أبوذر (
أنشدني مما تقول )000فأجاب الرسول ( ما هو بشعر فأنشدك ، ولكنه قرآن كريم )000قال
أبوذر ( اقرأ علي )000فقرأ عليه وهو يصغي، ولم يمض غير وقت قليل حتى هتف أبو ذر (
أشهد أن لا اله الا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )000

وسأله النبي
-صلى الله عليه وسلم- ( ممن أنت يا أخا العرب )000فأجابه أبوذر ( من غفار )000
وتألقت ابتسامة واسعة على فم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، واكتسى وجهه بالدهشة
والعجب ، وضحك أبو ذر فهو يعرف سر العجب في وجه الرسول الكريم ، فهو من قبيلة
غفار000أفيجيء منهم اليوم من يسلم ؟!000 وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( ان
الله يهدي من يشاء )000أسلم أبو ذر من فوره ، وكان ترتيبه في المسلمين الخامس أو
السادس ، فقد أسلم في الساعات الأولى للاسلام000


تمرده على الباطل

وكان أبو ذر -رضي الله عنه- يحمل
طبيعة متمردة ، فتوجه للرسول -صلى الله عليه وسلم- فور اسلامه بسؤال ( يا رسول الله
، بم تأمرني ؟)000فأجابه الرسول ( ترجع الى قومك حتى يبلغك أمري )000فقال أبو ذر (
والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالاسلام في المسجد )000هنالك دخل المسجد الحرام
ونادى بأعلى صوته ( أشهد أن لا اله الا الله000وأشهد أن محمدا رسول الله )000كانت
هذه الصيحة أول صيحة تهز قريشا ، من رجل غريب ليس له في مكة نسبا ولا حمى ، فأحاط
به الكافرون وضربوه حتى صرعوه ، وأنقذه العباس عم النبي بالحيلة فقد حذر الكافرين
من قبيلته اذا علمت ، فقد تقطع عليهم طريق تجارتهم ، لذا تركه المشركين ، ولا يكاد
يمضي يوما آخر حتى يرى أبو ذر -رضي الله عنه- امرأتين تطوفان بالصنمين ( أساف
ونائلة ) وتدعوانهما ، فيقف مسفها مهينا للصنمين ، فتصرخ المرأتان ، ويهرول الرجال
اليهما ، فيضربونه حتى يفقد وعيه ، ثم يفيق ليصيح -رضي الله عنه- مرة أخرى ( أشهد
أن لا اله الا الله000وأشهد أن محمدا رسول الله )000


اسلام غفار

ويعود -رضي الله عنه- الى قبيلته ، فيحدثهم
عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن الدين الجديد ، وما يدعو له من مكارم
الأخلاق ، فيدخل قومه بالاسلام ، ثم يتوجه الى قبيلة ( أسلم ) فيرشدها الى الحق
وتسلم ، ومضت الأيام وهاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى المدينة ، واذا بموكب
كبير يقبل على المدينة مكبرا ، فاذا هو أبو ذر -رضي الله عنه- أقبل ومعه قبيلتي
غفار و أسلم ، فازداد الرسول -صلى الله عليه وسلم- عجبا ودهشة ، و نظر اليهم وقال (
غفار غفر الله لها000وأسلم سالمها الله )000وأبو ذر كان له تحية مباركة من الرسول
الكريم حيث قال ( ماأقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء ،أصدق لهجة من أبي ذر )000



غزوة
تبوك


وفي غزوة تبوك
سنة 9 هجري ، كانت أيام عسرة وقيظ ، خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحبه ، وكلما
مشوا ازدادوا تعبا ومشقة ، فتلفت الرسول الكريم فلم يجد أبا ذر فسأل عنه ، فأجابوه
( لقد تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره )000فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( دعوه ،
فان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم ، وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه )000وفي
الغداة ، وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا ، فأبصر أحدهم رجل يمشي وحده ، فأخبر
الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فقال الرسول ( كن أبا ذر )000وأخذ الرجل بالاقتراب
فاذا هو أبو ذر -رضي الله عنه- يمشي صوب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فلم يكد يراه
الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى قال ( يرحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده
، ويبعث وحده )000


وصية الرسول له


ألقى الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أبا ذر في يوم سؤال ( يا أبا
ذر ، كيف أنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء )000فأجاب قائلا ( اذا والذي بعثك
بالحق ، لأضربن بسيفي )000فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أفلا أدلك على خير
من ذلك ؟000اصبر حتى تلقاني )000وحفظ أبو ذر وصية الرسول الغالية فلن يحمل السيف
بوجوه الأمراء الذين يثرون من مال الأمة ، وانما سيحمل في الحق لسانه البتار000



جهاده بلسانه

ومضى عهد الرسول -صلى
الله عليه وسلم- ومن بعده عهد أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- ، في تفوق كامل على
مغريات الحياة وفتنتها ، وجاء عصر عثمان -رضي الله عنه- وبدأ يظهر التطلع الى مفاتن
الدنيا ومغرياتها ، و تصبح السلطة وسيلة للسيطرة والثراء والترف ، رأى أبو ذر ذلك
فمد يده الى سيفه ليواجه المجتمع الجديد ، لكن سرعان ما فطن الى وصية رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ "000فكان لابد هنا من
الكلمة الصادقة الأمينة ، فليس هناك أصدق من أبي ذر لهجة ، وخرج أبو ذر الى معاقل
السلطة والثروة معترضا على ضلالها ، وأصبح الراية التي يلتف حولها الجماهير
والكادحين ، وذاع صيته وهتافه يردده الناس أجمعين ( بشر الكانزين الذين يكنزون
الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة )000
وبدأ أبو
ذر بالشام ، أكبر المعاقل سيطرة ورهبة ، هناك حيث معاوية بن أبي سفيان وجد أبو ذر
-رضي الله عنه- فقر وضيق في جانب ، وقصور وضياع في الجانب الآخر ، فصاح بأعلى صوته
( عجبت لمن لا يجد القوت في بيته ، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه )000ثم ذكر
وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- بوضع الأناة مكان الانقلاب ، فيعود الى منطق
الاقناع والحجة ، ويعلم الناس بأنهم جميعا سواسية كأسنان المشط ، جميعا شركاء
بالرزق ، الى أن وقف أمام معاوية يسائله كما أخبره الرسول -صلى الله عليه وسلم- في
غير خوف ولا مداراة ، ويصيح به وبمن معه ( أفأنتم الذين نزل القرآن على الرسول وهو
بين ظهرانيهم ؟؟)000ويجيب عنهم ( نعم أنتم الذين نزل فيكم القرآن ، وشهدتم مع
الرسول المشاهد)، ويعود بالسؤال ( أولا تجدون في كتاب الله هذه الآية "000


والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب
أليم000يوم يحمى عليها في نار جهنم ، فتكوى بها جباههم ، وجنوبهم ، وظهورهم ، هذا
ما كنزتم لأنفسكم ، فذوقوا ما كنتم تكنزون "000
فيقول معاوية (لقد أنزلت هذه
الآية في أهل الكتاب )000فيصيح أبو ذر ( لا000بل أنزلت لنا ولهم )000 ويستشعر
معاوية الخطر من أبي ذر فيرسل الى الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ( ان أبا ذر قد
أفسد الناس بالشام )000فيكتب عثمان الى أبي ذر يستدعيه ، فيودع الشام ويعود الى
المدينة ، ويقول للخليفة بعد حوار طويل ( لا حاجة لي في دنياكم )000وطلب الاذن
بالخروج الى ( الربذة )000وهناك طالبه البعض برفع راية الثورة ضد الخليفة ولكنه
زجرهم قائلا ( والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة ، أو جبل، لسمعت وأطعت ،
وصبرت واحتسبت ، ورأيت ذلك خيرا لي )000
فأبو ذر لا يريد الدنيا ، بل لا يتمنى
الامارة لأصحاب رسول الله ليظلوا روادا للهدى 000لقيه يوما أبو موسى الأشعري ففتح
له ذراعيه يريد ضمه فقال له أبو ذر ( لست أخيك ، انما كنت أخيك قبل أن تكون واليا
وأميرا )000كما لقيه يوما أبو هريرة واحتضنه مرحبا ، فأزاحه عنه وقال ( اليك عني ،
ألست الذي وليت الامارة ، فتطاولت في البنيان ، واتخذت لك ماشية وزرعا )000وعرضت
عليه امارة العراق فقال ( لا والله000لن تميلوا علي بدنياكم أبدا )000



اقتدائه بالرسول

عاش أبو ذر -رضي
الله عنه- مقتديا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو يقول ( أوصاني خليلي بسبع ،
أمرني بحب المساكين والدنو منهم ، وأمرني أن أنظر الى من هو دوني ولا أنظر الى من
هو فوقي ، وأمرني ألا أسأل أحدا شيئا ، وأمرني أن أصل الرحم ، وأمرني أن أقول الحق
ولو كان مرا ، وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم ، وأمرني أن أكثر من لاحول ولا
قوة الا بالله )000وعاش على هذه الوصية ، ويقول الامام علي - رضي الله عنه - ( لم
يبق اليوم أحد لايبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر )000
وكان يقول أبو ذر
لمانعيه عن الفتوى ( والذي نفسي بيده ، لو وضعتم السيف فوق عنقي ، ثم ظننت أني منفذ
كلمة سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن تحتزوا لأنفذتها )000ورآه
صاحبه يوما يرتدي جلبابا قديما فقال له ( أليس لك ثوب غير هذا ؟000لقد رأيت معك منذ
أيام ثوبين جديدين ؟)000فأجابه أبو ذر ( يا بن أخي ، لقد أعطيتهما من هو أحوج
اليهما مني )000قال له ( والله انك لمحتاج اليهما )000فأجاب أبو ذر ( اللهم غفرا
انك لمعظم للدنيا ، ألست ترى علي هذه البردة ، ولي أخرى لصلاة الجمعة، ولي عنزة
أحلبها، وأتان أركبها، فأي نعمة أفضل مما نحن فيه؟)000


وفاته

في ( الربذة ) جاءت سكرات الموت لأبي ذر الغفاري
، وبجواره زوجته تبكي ، فيسألها ( فيم البكاء والموت حق ؟)000فتجيبه بأنها تبكي (
لأنك تموت ، وليس عندي ثوب يسعك كفنا !)000فيبتسم ويطمئنها ويقول لها ( لا تبكي ،
فاني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول
( ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ، تشهده عصابة من المؤمنين )000وكل من كان معي في
ذلك المجلس مات في جماعة وقرية ، ولم يبق منهم غيري ، وهأنذا بالفلاة أموت ، فراقبي
الطريق فستطلع علينا عصابة من المؤمنين ، فاني والله ما كذبت ولا كذبت )000وفاضت
روحه الى الله ، وصدق000فهذه جماعة مؤمنة تأتي وعلى رأسها عبد الله بن مسعود صاحب
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما أن يرى وجه أبي ذر حتى تفيض عيناه بالدمع ويقول
( صدق رسول الله ، تمشي وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك )000وبدأ يقص على صحبه قصة
هذه العبارة التي قيلت في غزوة تبوك كما سبق ذكره000










..............






أبو سفيان
بن الحارث
رضي الله عنه



"ألا إنّ الله
ورسولَهُ قد رَضيا عن أبي سفيان -بن الحارث- فارْضَوا عنه " حديث شريف



من هو؟

أبو سفيان بن الحارث
بن عبدالمطلب ، قيل اسمه كنيته وقيل اسمه المغيرة
ابن عم رسول الله -صلى اللـه
عليه وسلم- وأخو الرسول من الرضاعة
اذ أرضعته حليمـة السعديـة مرضعة الرسول
بضعة أيام ، تأخّر إسلامه
وكان ممن آذى النبي -صلى الله عليه وسلم-000




اسلامه

وأنار الله بصيرة أبي
سفيان وقلبه للايمان ، وخرج مع ولده جعفر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
تائباً لله رب العالمين ، وأتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وابنه مُعْتَمّين ،
فلما انتهيا إليه قالا ( السلام عليك يا رسول الله )000فقال رسول الله ( أسْفِروا
تَعَرّفوا )000فانتسبا له وكشفا عن وجوهِهما وقالا ( نشهد أن لا اله الا الله ،
وأنك رسول الله )000

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( أيَّ مَطْرَدٍ
طردتني يا أبا سفيان ، أو متى طردتني يا أبا سفيان )000قال أبو سفيان بن الحارث (
لا تثريبَ يا رسول الله )000قال رسول الله ( لا تثريبَ يا أبا سفيان )000وقال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- لعلي بن أبي طالب ( بصِّرْ ابن عمّك الوضوء والسنة ورُحْ
به إليّ)000فراح به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلّى معه ، فأمر رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب فنادى في الناس ( ألا إنّ الله ورسولَهُ قد
رَضيا عن أبي سفيان -بن الحارث- فارْضَوا عنه )000


جهاده

ومن أولى لحظات اسلامه ، راح يعوض ما فاته من
حلاوة الايمان والعبادة ، فكان عابدا ساجدا ، خرج مع الرسول -صلى الله عليه
وسلم-فيما تلا فتح مكة من غزوات ، ويوم حنين حيث نصب المشركون للمسلمين كمينا خطيرا
، وثبت الرسول مكانه ينادي ( الي أيها الناس ، أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد
المطلب )000في تلك اللحظات الرهيبة قلة لم تذهب بصوابها المفاجأة ، وكان منهم
أبوسفيان وولده جعفر ، لقد كان أبوسفيان يأخذ بلجام فرس الرسول بيسراه ، يرسل السيف
في نحور المشركين بيمناه ، وعاد المسلمون الى مكان المعركة حول نبيهم ، وكتب الله
لهم النصر المبين ، ولما انجلى غبارها ، التفت الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمن
يتشبت بمقود فرسه وتأمله وقال ( من هذا ؟000 أخي أبو سفيان بن الحارث ؟)000و ما كاد
يسمع أبوسفيان كلمة أخي حتى طار فؤاده من الفرح ، فأكب على قدمي رسول الله
يقبلهما000


فضله

كان رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- يقول ( أبو سفيان أخي وخير أهلي ، وقد أعقبني الله من حمزة
أبا سفيان بن الحارث )000فكان يُقال لأبي سفيان بعد ذلك أسد الله وأسد رسوله000


كان أبو سفيان بن الحارث شاعراً ومن شعره بسبب شبهه بالنبي -صلى الله عليه
وسلم-000
هداني هادٍ غير نفسي ودلّني *** على اللهِ مَن طَرّدتُ كلَّ مطرّدِ

أفِرُّ وأنأى جاهِداً عن محمّدٍ *** وأُدْعى وإنْ لم أنتسِبْ بمحمّـدِ


ومن شعره يوم حُنين000
لقد عَلِمَتْ أفْناءُ كعـبٍ وعامرٍ *** غَداةَ
حُنينٍ حينَ عمَّ التَّضَعْضُعُ
بأنّي أخو الهَيْجاء أركَبُ حدَّها *** أمامَ
رسـول اللـه لا أتَتَعتَعُ
رجاءَ ثوابِ اللـه واللـه واسِعٌ *** إليه تعالى
كلُّ أمـرٍ سَيَرْجِـعُ


وفاته

ذات
يوم في سنة ( 20 هـ ) شاهده الناس في البقيع يحفر لحداً ، ويسويه ويهيئه ، فلما
أبدوا دهشهم مما يصنع ، قال لهم ( إني أعدُّ قبري )000وبعد ثلاثة أيام لاغير ، كان
راقدا في بيته ، وأهله من حوله يبكون ، فقال لهم ( لا تبكوا علي ، فاني لم أتنطف
بخطيئة منذ أسلمت )000وقبل أن يحني رأسه على صدره لوَّح به الى أعلى ، ملقياً على
الدنيا تحية الوداع ، دفن -رضي الله عنه- في البقيع وصلّى عليه عمر بن الخطاب
والمؤمنون000







...أبو سفيان بن حرب
رضي
الله عنه



" مَنْ دَخَل دار أبي سفيان فهو آمِن "
حديث شريف




من هو؟

هو صخر بن حرب
الأمويّ القرشيّ ، أسلم ليلة الفتح وكان شيخ مكة
ورئيس قريش وكان ممن آذى النبي
-صلى الله عليه وسلم-000



المصاهرة


وأبو سفيان هو والد أم حبيبة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- وكانت
أسلمت قديماً ، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فمات هناك ، وتزوجها النبي -صلى الله
عليه وسلم- بعدما خطبها له النجاشي وأمْهرها عنه ، ودخل عليها بعد عودتها من
الحبشة000فقيل لأبي سفيان وهو يومئذ مشرك يحارب رسول الله ( إن محمداً قد نكح ابنتك
!؟)000قال ( ذاك الفَحْلٍ لا يُقْرَعُ أنفُهُ )000أي أنه كريم كفء لا يُرَد000



فضله

قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ( شُرِطَ مِنْ ربي شُروط ألا أصاهِرَ إلى أحد ولا يُصاهر إلي أحد إلا كانوا
رفقائي في الجنة ، فاحفظوني في أصهاري وأصحابي ، فمن حفظني فيهم كان عليهم من الله
حافظ ، ومن لم يحفظني فيهم تخلّ الله عزّ وجلّ منه ، ومن تخلى الله منه هَلَكَ
)000ونال أبو سفيان شرف الصحبة وشرف المصاهرة ، وغفر الله له ما كان منه



المؤلفة قلوبهم

وقد حَسُنَ إسلامه
وشهد حُنيناً ، وأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من غنائمها مائة بعير وأربعين
أوقية من الذهب ، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية ، فقال أبو سفيان ( والله إنّك لكريم
فِداك أبي وأمي ، والله لقد حاربتُكَ فنّعْمَ المحاربُ كنتَ ، ولقد سالمتك فنعم
المسالم أنت ، فجزاك الله خيراً )000


حبيبتيه

وشهد أبو سفيان الطائف مع سيدنا محمد -صلى
الله عليه وسلم- وفقئتْ عينُهُ يومئذٍ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (
أيّما أحبُّ إليك عينٌ في الجنة أو أدعو الله أن يردّها عليك )000فقال ( بل عين في
الجنة )000ورمى بها ، وفقئت الأخرى يوم اليرموك000


وفاته

وقد مات أبو سفيان في المدينة سنة ( 31 / 32 هـ
) وصلّى عليه عثمان بن عفان -رضي الله عنهما







.



أبو موسى
الأشعري


]رضي الله عنه
[
]" لقد أوتي أبوموسى مزمارا من مزامير آل داود
" حديث شريف

[من هو؟]

]انه عبـدالله بن قيـس المكني ب( أبي موسى الأشعري )، أمّهُ ظبية
المكيّة بنت وهـب


أسلمت وتوفيـت
بالمدينة ، كان قصيراً نحيفاً خفيف اللحيّـة ، غادر وطنه اليمـن الى


الكعبة فور سماعه برسـول يدعو الى
التوحيد ، وفي مكة جلس بين يدي الرسول الكريم


وتلقى عنه الهدى واليقين ، وعاد الى بلاده يحمل كلمة اللـه000

السفينة



قال أبو موسى الأشعري ( بلغنا مخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ونحن باليمن ، فخرجنا مهاجرين إليه ، أنا وأخوانِ لي أنا أصغرهما أحدهَما أبو
بُرْدة والآخر أبو رُهْم ، وبضع وخمسين رجلا من قومي فركبنا سفينة ، فألْقَتْنا
سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة ، فوافَقْنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده ، فقال
جعفر ( إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثنا وأمرنا بالإقامة ، فأقيموا معنا
)000فأقمنا معه حتى قدمنا جميعاً )000

قدوم
المدينة

]

]قال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه ( يقدم عليكم غداً قومٌ هم أرقُّ قلوباً للإسلام
منكم )000فقدِمَ الأشعريون وفيهم أبو موسى الأشعري ، فلمّا دَنَوْا من المدينـة
جعلوا يرتجـزون يقولـون ( غداً نلقى الأحبّـة ، محمّـداً وحِزبـه )000 فلمّا قدمـوا
تصافحـوا ، فكانوا هم أوّل مَنْ أحدث المصافحة000

اتفق قدوم الأشعريين وقدوم جعفر وفتح خيبر ، فأطعمهم النبي -صلى
الله عليه وسلم- من خيبر طُعْمة ، وهي معروفة ب طُعْمَة الأشعريين ، قال أبو موسى (
فوافَقْنا رسول الله -صلى الله عليه وسسلم- حين افتتح خيبر ، فأسهم لنا ، وما قسم
لأحد غاب عن فتح خيبر شيئاً إلا لمن شهد معه ، إلا لأصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه
، قسم لهم معنا )000




فضله
]

ومن ذلك اليوم أخذ أبوموسى مكانه العالي بين المؤمنين ، فكان فقيها
حصيفا ذكيا ، ويتألق بالافتاء والقضاء حتى قال الشعبي ( قضاة هذه الأمة أربعة عمر
وعلي وأبوموسى وزيد بن ثابت )000 وقال ( كان الفقهاء من أصحاب محمد -صلى الله عليه
وسلم- ستة عمر وعليّ وعبدالله بن مسعود وزيد وأبو موسى وأبيّ بن كعب )000
]القرآن

وكان من
أهل القرآن حفظا وفقها وعملا ، ومن كلماته المضيئة ( اتبعوا القرآن ولا تطمعوا في
أن يتبعكم القرآن )000وإذا قرأ القرآن فصوته يهز أعماق من يسمعه حتى قال الرسـول
-صلى اللـه عليه وسلم- ( لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود )000وكان عمر
يدعوه للتلاوة قائلا ( شوقنا الى ربنا يا أبا موسى )000
الصوم
وكان أبو موسى -رضي الله عنه- من أهل العبادة المثابرين وفي الأيام
القائظة كان يلقاها مشتاقا ليصومها قائلا ( لعل ظمأ الهواجر يكون لنا ريّا يوم
القيامة )000وعن أبي موسى قال ( غزونا غزوةً في البحر نحو الروم ، فسرنا حتى إذا
كنّا في لُجّة البحر ، وطابت لنا الريح ، فرفعنا الشراع إذْ سمعنا منادياً يُنادي (
يا أهل السفينة قِفُوا أخبرْكم )000قال فقمتُ فنظرتُ يميناً وشمالاً فلم أرَ شيئاً
، حتى نادى سبع مرات فقلتُ ( من هذا ؟ ألا ترى على أيّ حالٍ نحن ؟ إنّا لا نستطيع
أن نُحْبَسَ )000قال ( ألا أخبرك بقضاءٍ قضاه الله على نفسه ؟)000قلتُ ( بلى
)000قال ( فإنّه من عطّش نفسه لله في الدنيا في يومٍ حارّ كان على الله أن يرويه
يوم القيامة )000فكان أبو موسى لا تلقاه إلا صائماً في يوم
حارٍ000
]
في
مواطن الجهاد

كان أبوموسى -رضي الله
عنه- موضع ثقة الرسول وأصحابه وحبهم ، فكان مقاتلا جسورا ، ومناضلا صعبا ، فكان
يحمل مسئولياته في استبسال جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول عنه ( سيد الفوارس
أبوموسى )000ويقول أبوموسى عن قتاله ( خرجنا مع رسول الله في غزاة ، نقبت فيها
أقدامنا ، ونقبت قدماي ، وتساقطت أظفاري ، حتى لففنا أقدامنا بالخرق )000وفي حياة
رسول الله ولاه مع معاذ بن جبل أمر اليمن000

الامارة
وبعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عاد أبوموسى من اليمن الى
المدينة ، ليحمل مسئولياته مع جيوش الاسلام ، وفي عهد عمر ولاه البصرة سنة سبعَ
عشرة بعد عزل المغيرة ، فجمع أهلها وخطب فيهم قائلا ( ان أمير المؤمنين عمر بعثني
اليكم ، أعلمكم كتاب ربكم ، وسنة نبيكم ، وأنظف لكم طرقكم )000فدهش الناس لأنهم
اعتادوا أن يفقههـم الأمير ويثقفهـم ، ولكن أن ينظـف طرقاتهم فهذا ما لم يعهـدوه
أبدا ، وقال عنه الحسن -رضي الله عنه- ( ما أتى البصرة راكب خير لأهلها منه )000فلم
يزل عليها حتى قُتِلَ عمر -رضي الله عنه-000

كما أن عثمان -رضي الله عنه- ولاه الكوفة ، قال الأسود بن يزيد (
لم أرَ بالكوفة من أصحاب محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- أعلم من عليّ بن أبي طالب
والأشعري )000
]أهل
أصبهان

[
وبينما كان
المسلمون يفتحون بلاد فارس ، هبط الأشعري وجيشه على أهل أصبهان الذين صالحوه على
الجزية فصالحهم ، بيد أنهم لم يكونوا صادقين ، وانما أرادوا أن يأخذوا الفرصة
للاعداد لضربة غادرة ، ولكن فطنة أبي موسى التي لم تغيب كانت لهم بالمرصاد ، فعندما
هموا بضربتهم وجدوا جيش المسلمين متأهبا لهم ، ولم ينتصف النهار حتى تم النصر
الباهر000

موقعة
تستر

في فتح بلاد فارس أبلى القائد
العظيم أبوموسى الأشعري البلاء الكريم ، وفي موقعة التستر ( 20 هـ ) بالذات كان
أبوموسى بطلها الكبير ، فقد تحصن الهُرْمُزان بجيشه في تستر ، وحاصرها المسلمون
أياما عدة ، حتى أعمل أبوموسى الحيلة000فأرسل مائتي فارس مع عميل فارسي أغراه
أبوموسى بأن يحتال حتى يفتح باب المدينة ، ولم تكاد تفتح الأبواب حتى اقتحم جنود
الطليعة الحصن وانقض أبوموسى بجيشه انقضاضا ، واستولى على المعقل في ساعات ،
واستسلم قائد الفرس ، فأرسله أبوموسى الى المدينة لينظر الخليفة في أمره000

]الفتنة


لم يشترك أبوموسى -رضي الله
عنه- في قتال الا أن يكون ضد جيوش مشركة ، أما حينما يكون القتال بين مسلم ومسلم
فانه يهرب ولا يكون له دور أبدا ، وكان موقفه هذا واضحا في الخلاف بين علي ومعاوية
، ونصل الى أكثر المواقف شهرة في حياته ، وهو موقفه في التحكيم بين الامام علي
ومعاوية ، وكانت فكرته الأساسية هي أن الخلاف بينهما وصل الى نقطة حرجة ، راح
ضحيتها الآلاف ، فلابد من نقطة بدء جديدة ، تعطي المسلمين فرصة للاختيار بعد تنحية
أطراف النزاع ، وأبوموسى الأشعري على الرغم من فقهه وعلمه فهو يعامل الناس بصدقه
ويكره الخداع والمناورة التي لجأ اليها الطرف الآخر ممثلا في عمرو بن العاص الذي
لجأ الى الذكاء والحيلة الواسعة في أخذ الراية لمعاوية000


ففي اليوم التالي لاتفاقهم على تنحية
علي ومعاوية وجعل الأمر شورى بين المسلمين 000دعا أبوموسى عمرا ليتحدث فأبى عمرو
قائلا ( ما كنت لأتقدمك وأنت أكثر مني فضلا وأقدم هجرة وأكبر سنا )000وتقدم أبوموسى
وقال ( يا أيها الناس ، انا قد نظرنا فيما يجمع الله به ألفة هذه الأمة ويصلح أمرها
، فلم نر شيئا أبلغ من خلع الرجلين - علي ومعاوية - وجعلها شورى يختار الناس
لأنفسهم من يرونه لها ، واني قد خلعت عليا ومعاوية ، فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم
من أحببتم )000وجاء دور عمرو بن العاص ليعلن خلع معاوية كما تم الاتفاق عليه بالأمس
، فصعد المنبر وقال ( أيها الناس ، ان أباموسى قد قال ما سمعتم ، وخلع صاحبه ، ألا
واني قد خلعت صاحبه كما خلعه ، وأثبت صاحبي معاوية ، فانه ولي أمير المؤمنين عثمان
والمطالب بدمه ، وأحق الناس بمقامه !!)000
[/

ولم يحتمل أبوموسى المفاجأة ، فلفح عمرا بكلمات غاضبة ثائرة ، وعاد
من جديد الى عزلته الى مكة الى جوار البيت الحرام ، يقضي هناك ما بقي له من عمر
وأيام000

]
]وفاته

ولمّا
قاربت وفاته زادَ اجتهاده ، فقيل له في ذلك ، فقال ( إنّ الخيل إذا قاربت رأس
مجراها أخرجت جميع ما عندها ، والذي بقي من أجلي أقل من ذلك )000 وجاء أجل أبو موسى
الأشعـري ، وكست محياه اشراقة من يرجـو لقاء ربه وراح لسانه في لحظات الرحيـل يـردد
كلمات اعتاد قولها دوما ( اللهم أنت السلام ، ومنك السلام )000وتوفي بالكوفة في
خلافة معاوية000










.



أبو
هريرة
رضي الله عنه

" اللهم حبب عبيدك هذا
وأمه الى كل مؤمن ومؤمنة " حديث شريف



من هو؟

كان اسمه في
الجاهلية عبد شمس ، ولما أسلم سماه الرسول -صلى الله عليه
وسلم- عبد الرحمن ،
ولقد كان عطوفا على الحيوان ، وكانت له هرة ، يرعاها
ويطعمها وينظفها وتلازمه
فدعي أبا هريرة -رضي الله عنه-000


نشأته و اسلامه


يتحدث عن نفسه -رضي الله عنه- فيقول ( نشأت يتيما ، وهاجرت مسكينا ،
وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني ، كنت أخدمهم اذا نزلوا ، وأحدو لهم اذا
ركبوا ، وهأنذا وقد زوجنيها الله ، فالحمد لله الذي جعل الدين قواما ، وجعل أبا
هريرة أماما )000قدم الى النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة سبع للهجرة وهو بخيبر
وأسلم ، ومنذ رأى الرسول الكريم لم يفارقه لحظة 000وأصبح من العابدين الأوابين ،
يتناوب مع زوجته وابنته قيام الليل كله ، فيقوم هو ثلثه ، وتقوم زوجته ثلثه ، وتقوم
ابنته ثلثه ، وهكذا لا تمر من الليل ساعة الا وفي بيت أبي هريرة عبادة وذكر وصلاة
000


اسلام أم أبي هريرة

لم يكن
لأبي هريرة بعد اسلامه الا مشكلة واحدة وهي أمه التي لم تسلم ، وكانت دوما تؤذيه
بذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالسوء ، فذهب يوما الى الرسول باكيا ( يا رسول
الله ، كنت أدعو أم أبي هريرة الى الاسلام فتأبى علي ، واني دعوتها اليوم فأسمعتني
فيك ما أكره ، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة الى الاسلام )000فقال الرسول -صلى
الله عليه وسلم- ( اللهم اهد أم أبي هريرة )000

فخرج يعدو يبشرها بدعاء
الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلما أتاها سمع من وراء الباب خصخصة الماء ، ونادته (
يا أبا هريرة مكانك )000ثم لبست درعها، وعجلت من خمارها وخرجت تقول ( أشهد أن لا
اله الا الله وأن محمدا رسول الله )000فجاء أبوهريرة الى الرسول -صلى الله عليه
وسلم- باكيا من الفرح وقال ( أبشر يا رسول الله ، فقد أجاب الله دعوتك ، قد هدى
الله أم أبي هريرة الى الاسلام)000 ثم قال ( يا رسول الله ، ادع الله أن يحببني
وأمي الى المؤمنين والمؤمنات )000فقال ( اللهم حبب عبيدك هذا وأمه الى كل مؤمن
ومؤمنة)000


امارته للبحرين

وعاش
-رضي الله عنه- عابدا ومجاهدا ، لا يتخلف عن غزوة ولا عن طاعة ، وفي خلافة عمر -رضي
الله عنه- ولاه امارة البحرين ، وكان عمر -رضي الله عنه- اذا ولى أحدا الخلافة راقب
ماله ، فاذا زاد ثراءه ساءله عنه وحاسبه ،وهذا ما حدث مع أبي هريرة ، فقد ادخر مالا
حلالا له ، وعلم عمر بذلك فأرسل في طلبه ، يقول أبو هريرة قال لي عمر ( يا عدو الله
، وعدو كتابه ، أسرقت مال الله )000 قلت ( ما أنا بعدو لله ولا عدو لكتابه لكني عدو
من عاداهما ، ولا أنا من يسرق مال الله )000 قال ( فمن أين اجتمعت لك عشرة ألاف
؟)000قلت ( خيل لي تناسلت ، وعطايا تلاحقت )000قال عمر ( فادفعها الى بيت مال
المسلمين )000ودفع أبو هريرة المال الى عمر ثم رفع يديه الى السماء وقال ( اللهم
اغفر لأمير المؤمنين )000وبعد حين دعا عمر أبا هريرة ، وعرض عليه الولاية من جديد ،
فأباها واعتذر عنها ، وعندما سأله عمر عن السبب قال ( حتى لا يشتم عرضي ، ويؤخذ
مالي ، ويضرب ظهري )000ثم قال ( وأخاف أن أقضي بغير علم ، وأقول بغير حلم )000



سرعة الحفظ و قوة الذاكرة

ان أبطال
الحروب من الصحابة كثيرون ، والفقهاء والدعاة والمعلمون كثيرون ، ولكن كان هناك قلة
من الكتاب ، ولم يكونوا متفرغين لتدوين كل ما يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ،
وعندما أسلم أبو هريرة لم يملك أرض يزرعها أو تجارة يتبعها ، وانما يملك موهبة تكمن
في ذاكرته ، فهو سريع الحفظ قوي الذاكرة ، فعزم على تعويض مافاته بان يأخذ على
عاتقه حفظ هذا التراث وينقله الى الأجيال القادمة000 فهو يقول ( انكم لتقولون أكثر
أبو هريرة في حديثه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وتقولون ان المهاجرين الذين
سبقوه الى الاسلام لا يحدثون هذه الأحاديث ، ألا ان أصحابي من المهاجرين كانت
تشغلهم صفقاتهم بالسوق ، وان أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضهم ، واني كنت امرءا
مسكينا ، أكثر مجالسة رسول الله ، فأحضر اذا غابوا ، وأحفظ اذا نسوا ، وان الرسول
-صلى الله عليه وسلم- حدثنا يوما فقال ( من يبسط رداءه حتى يفرغ من حديثي ثم يقبضه
اليه فلا ينسى شيئا كان قد سمعه مني )000 فبسطت ثوبي فحدثني ثم ضممته الي فوالله ما
كنت نسيت شيئا سمعته منه ، وأيم الله لولا أية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا ،
هي "000

ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه
للناس في الكتاب ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون "000


مقدرته على الحفظ

أراد مروان بن الحكم يوما أن يختبر
مقدرة أبي هريرة على الحفظ ، فدعاه اليه ليحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وأجلس كاتبا له وراء حجاب ليكتب كل ما يسمع من أبي هريرة ، وبعد مرور عام ، دعاه
ثانية ، وأخذ يستقرئه نفس الأحاديث التي كتبت ، فما نسي أبو هريرة منها شيئا000
وكان -رضي الله عنه- يقول ( ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثا عنه مني الا
ما كان من عبدالله بن عمرو بن العاص ، فانه كان يكتب ولا أكتب )000وقال عنه الامام
الشافعي ( أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره )000وقال البخاري ( روى عن أبي
هريرة نحو ثمانمائة أو أكثر من الصحابة والتابعين وأهل العلم )000



وفاته

وعندما كان يعوده المسلمين
داعيين له بالشفاء ، كان أبو هريرة شديد الشوق الى لقاء الله ويقول ( اللهم اني أحب
لقاءك ، فأحب لقائي )000وعن ثماني وسبعين سنة مات في العام التاسع والخمسين للهجرة
، وتبوأ جثمانه الكريم مكانا مباركا بين ساكني البقيع الأبرار ، وعاد مشيعوه من
جنازته وألسنتهم ترتل الكثير من الأحاديث التي حفظها لهم عن رسولهم الكريم000





.




أبي بن
كعب
سيد المسلمين



" ليُهْنِكَ العِلْمُ
أبا المنذر " حديث شريف



من
هو؟


أبي بن كعب بن قيس بن عُبيدالنجّار - أبو منذر - الأنصاري
الخزرجي
كان قبل الإسلام حَبْراً من أحْبار اليهود ، مطلعاً على الكتب القديمة
ولمّا
أسلم كان في كتاب الوحي ، شهد العقبـة و بدرا وبقية المشاهـد وجمع

القرآن في حياة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- وكان رأساً في العلم
وبلغ في
المسلمين الأوائل منزلة رفيعة ، حتى قال عنه عمر بن الخطاب
( أبي سيد المسلمين
)


كتابة الوحي

كان أبي بن كعب في
مقدمة الذين يكتبون الوحي ويكتبون الرسائل ، وكان في حفظه القرآن وترتيله وفهم
أياته من المتفوقين ، قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( يا أبي بن كعب ، اني
أمرت أن أعرض عليك القرآن )000وأبي يعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انما
يتلقى أوامره من الوحي هنالك سأل الرسول الكريم في نشوة غامرة ( يا رسول الله ،
بأبي أنت وأمي ، وهل ذكرت لك باسمي ؟ ) 000 فأجاب الرسول - صلى الله عليه وسلم- (
نعم ، باسمك ونسبك في الملأ الأعلى )000كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- (
أقـرأ أمتي أبَيّ )000


علمه

سأله
النبي -صلى الله عليه وسلم- يوما ( يا أبا المنذر ، أي أية من كتاب الله أعظم
؟)000فأجاب قائلا ( الله ورسوله أعلم )000وأعاد النبي -صلى الله عليه وسلم- سؤاله (
يا أبا المنذر ، أي أية من كتاب الله أعظم ؟)000وأجاب أبي ( الله لا اله الا هو
الحي القيوم )000فضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- صدره بيده ، وقال له والغبطة
تتألق على محياه ( ليُهْنِكَ العلم أبا منذر )000

وعن أبي بن كعب أن رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- صلّى بالناس ، فترك آية فقال ( أيُّكم أخذ عليّ شيئاً من
قراءتي ؟)000فقال أبيُّ ( أنا يا رسول الله ، تركتَ آية كذا وكذا )000فقال النبي
-صلى الله عليه وسلم- ( قد علمتُ إنْ كان أحدٌ أخذها عليّ فإنّكَ أنت هو )000


وقال أبي بن كعب لعمر بن الخطاب ( يا أمير المؤمنين إني تلقيتُ القرآن ممن
تلقّاه من جبريل وهو رطب )000


زهده


وعن جُندب بن عبد الله البجلي قال أتيت المدينة ابتغاء العلم ،
فدخلت مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا الناس فيه حَلَقٌ يتحدّثون ، فجعلت
أمضـي الحَلَقَ حتى أتيتُ حلقـةً فيها رجل شاحبٌ عليه ثوبان كأنّما قـدم من
سفر000فسمعته يقول ( هلك أصحاب العُقـدة ورب الكعبـة ، ولا آسى عليهم )000أحسبه قال
مراراً000فجلست إليه فتحدّث بما قُضيَ له ثم قام ، فسألت عنه بعدما قام قلت ( من
هذا ؟)000قالوا ( هذا سيد المسلمين أبي بن كعب )000فتبعته حتى أتى منزله ، فإذا هو
رثُّ المنزل رثُّ الهيئة ، فإذا هو رجل زاهد منقطعٌ يشبه أمره بعضه بعضاً000



ورعه وتقواه

قال أبي بن كعب ( يا
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إني أكثر الصلاة عليك ، فكم أجعل لك في صلاتي
؟)000قال ( ما شئت ، وإن زدت فهو خيرٌ )000قال ( الرُّبـع ؟)00000قال ( ما شئـت ،
وإن زدت فهو خيرٌ )000قال ( أجعلُ النصـف ؟)00000قال ( ما شئـت ، وإن زدت فهو خيرٌ
)000قال ( الثلثيـن ؟)00000 قال ( ما شئـت ، وإن زدت فهو خيرٌ )000قال ( اجعـل لك
صلاتي كلّها ؟)000قال ( إذاً تُكفـى همَّك ويُغفَر ذنبُك )000

وبعد انتقال
الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى ، ظل أبي على عهده في عبادته وقوة
دينه ، وكان دوما يذكر المسلمين بأيام الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويقول ( لقد كنا
مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووجوهنا واحدة ، فلما فارقنا اختلفت وجوهنا يمينا
وشمالا )000وعن الدنيا يتحدث ويقول ( ان طعام ابن آدم ، قد ضرب للدنيا مثلا ، فان
ملحه وقذحه فانظر الى ماذا يصير ؟)000وحين اتسعت الدولة الاسلامية ورأى المسلمين
يجاملون ولاتهم ، أرسل كلماته المنذرة ( هلكوا ورب الكعبة ، هلكوا وأهلكوا ، أما
اني لا آسى عليهم ، ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين )000وكان أكثر ما يخشاه هو
أن يأتي على المسلمين يوما يصير بأس أبنائهم بينهم شديد000


وقعة الجابية

شهد أبـي بن كعـب مع عمـر بن الخطاب وقعة
الجابيـة ، وقد خطـب عمـر بالجابية فقال ( أيها الناس من كان يريـد أن يسأل عن
القرآن فليأتِ أبـيَّ بن كعـب )000


الدعوة
المجابة


عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال قال عمر بن الخطاب ( اخرجوا
بنا إلى أرض قومنا )000قال فخرجنا فكنت أنا وأبي بن كعب في مؤخَّر الناس ، فهاجت
سحابة ، فقال أبيُّ ( اللهم اصرف عنّا أذاها )000فلحقناهم وقد ابتلّت رحالهم ، فقال
عمر ( أمَا أصابكم الذي أصابنا ؟)000قلت ( إن أبا المنذر دعا الله عزّ وجلّ أن يصرف
عنّا أذاها )000فقال عمر ( ألا دعوتُمْ لنا معكم ؟!)000


الوصية

قال رجلٌ لأبي بن كعب ( أوصني يا أبا المنذر
)000قال ( لا تعترض فيما لا يعنيك ، واعتزل عدوَّك ، واحترس من صديقك ، ولا تغبطنَّ
حيّاً إلا بما تغبطه به ميتاً ، ولا تطلب حاجةً إلى مَنْ لا يُبالي ألا يقضيها لك
)000


مرضه

عن عبـد اللـه بن أبي
نُصير قال عُدْنا أبي بن كعـب في مرضه ، فسمع المنادي بالأذان فقال ( الإقامة هذه
أو الأذان ؟)000قلنا ( الإقامـة )000فقال ( ما تنتظرون ؟ ألا تنهضون إلى الصلاة
؟)000 فقلنا ( ما بنا إلا مكانك )000قال ( فلا تفعلوا قوموا ، إن رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- صلى بنا صلاة الفجر ، فلمّا سلّم أقبل على القوم بوجهه فقال (
أشاهدٌ فلان ؟ أشاهدٌ فلان ؟)000حتى دعا بثلاثة كلهم في منازلهم لم يحضروا الصلاة
فقال ( إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء ، ولو يعلمون ما فيهما
لأتوهما ولو حَبْواً ، واعلم أنّ صلاتك مع رجلٍ أفضل من صلاتك وحدك ، وإن صلاتك مع
رجلين أفضل من صلاتك مع رجل ، وما أكثرتم فو أحب إلى الله ، وإن الصفّ المقدم على
مثل صف الملائكة ، ولو يعلمون فضيلته لابتدروه ، ألا وإن صلاة الجماعة تفضل على
صلاة الرجل وحدَه أربعاً وعشرين أو خمساً وعشرين )000

قال الرسول -صلى الله
عليه وسلم- ( ما مِنْ شيءٍ يصيب المؤمن في جسده إلا كفَّر الله عنه به من الذنوب
)000فقال أبي بن كعب ( اللهم إنّي أسألك أن لا تزال الحُمّى مُضارِعةً لجسدِ أبيٌ
بن كعب حتى يلقاك ، لايمنعه من صيام ولا صلاة ولا حجّ ولا عُمرة ولا جهاد في سبيلك
)000فارتكبته الحمى فلما تفارقه حتى مات ، وكان في ذلك يشهد الصلوات ويصوم ويحج
ويعتمر ويغزو000


وفاته

توفـي -رضي
اللـه عنه- سنة ( 30هـ ) ، يقول عُتيّ السعـديّ قدمت المدينة في يـوم ريحٍ
وغُبْـرةٍ ، وإذا الناس يموج بعضهم في بعـض ، فقلت ( ما لي أرى الناس يموج بعضهم في
بعض ؟)000فقالـوا ( أما أنـت من أهل هذا البلـد ؟)000قلت ( لا )000قالوا ( مات
اليـوم سيد المسلمين ، أبيّ بن كعب )000




........







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موسوعة الصحابه .. حرف الألف ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موسوعة الصحابه .. حرف الألف .. أبو الدرداء الحكيم
» موسوعة الصحابه (1)
» موسوعة الفراشات الشامله ( 1 )
» موسوعة الازهار بالصور
» موسوعة الاعجاز الرقمي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتــديـــــــات .... ضياء الـديــــن البــري .... للثقـــــــافة والأدب :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: منتدي الحبيب المصطفي-
انتقل الى: