admin Admin
عدد المساهمات : 1587 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 الموقع : https://elmastor99.ahlamontada.com/admin/index.forum?part=users_groups&sub=users&mode=edit&u=1&extended_admin=1&sid=c1629deafff60446a84e167c5d6aaa07
| موضوع: من ملفات الجاسوسية . إبراهام موشيه ..زعيم شبكة الـ " الأحد أبريل 17, 2011 11:20 am | |
| من ملفات الجاسوسية . إبراهام موشيه
..زعيم شبكة الـ "٣٦".. !!كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٣بقلم فريد الفالوجي
الحلقه الاولى وقف "روبرتو بيترو" أمام ضابط الجوازات في مطار بغداد الدولي وهو يقول: لماذا هذا التأخير يا سيدي؟ أجابه الضابط بأنها إجراءات أمنية بسيطة لن تستغرق كثيراً.وسأله: كم مرة جئت الى بغداد من قبل؟سريعاً أجابه الإيطالي المتذمر: إنها زيارتي الأولى للعراق،
وقد جئت مندوباً عن شركة أنتراتيكو للمقابض في روما. لأعرض إنتاجنا على رجال الأعمال هنا، وأبحث إمكانية إقامة جناح لنا بسوق بغداد الدولي.سلمه الضابط جواز سفره مصحوباً بتمنياته الطيبة، فشكره روبرتو وغادر المطار، ليستقل تاكسياً الى فندق ريجنسي بوسط بغداد. وفي حقيقة الأمر لم يكن روبرتو هذا سوى ضابط مخابرات إسرائيلي.مولتي تشاوولد لأب يهودي إيطالي وأم هنغارية، وعاش سني مراهقته في الشمال بمدينة " تريستا" الساحرة المطلة على بحر الإدرياتيك، وخدعته الدعاية اليهودية عن أفران الغاز التي التهمت ستة ملايين يهودي في ألمانيا، وبهرته شعارات الصهيونية والحياة الرغدة لليهود في إسرائيل، فهاجر اليها مع أمه رينالدا بعد وفاة أبيه.هناك خدم في جيش الدفاع الإسرائيلي ثم في جهاز الشين بيت " الأمن الداخلي"، وأظهر كفاءة عالية في قمع الفلسطينيين، وتجنيد بعض الخونة منهم لحساب الجهاز بعد إجادته التامة للغة العربية.لكن حادثاً مفاجئاً قلب حياته بعد ذلك رأساً على عقب، إذ ضبط أمه عارية في أحضان يهودي يمني، تمكن من الهرب بسرواله تاركاً بقية ملابسه، فأصيب بنكسة نفسية كبيرة، إذ كانت أمه تمثل لديه صورة رائعة لكل معاني الحب والكمال، ولم يتصور أن امرأة مثلها في التاسعة والأربعين، قد تسعى الى طلب الجنس، وتتعاطاه مع السائق اليمني.لحظة ئذ. . قرر ألا يعيش في تل أبيب، وقدم استقالته من عمله وحمل حقيبته عائداً الى مسقط رأسه، عازماً على أن يعيش بقية حياته أعزباً، فطالما خانت أمه فلا أمان ولا ثقة بامرأة أخرى.. !!لكن مايك هراري ضابط الموساد الإسرائيلي الذي كان يبحث عن ذوي الكفاءات المخلصين لـ "يطعم" بهم أقسام الموساد المختلفة، جد في البحث عن "روبرتو بيترو" حتى أدركه في تريستا، إلا أنه فشل في إقناعه بالعودة معه الى إسرائيل، وتركه أربعة أشهر ورجع اليه ثانية ليخبره بوفاة أمه، ويجدد دعوته له بالعمل معه في الموساد.استطاع هراري بعد جهد العودة بروبرتو الى تل أبيب، وألحقه فوراً بأكاديمية الجواسيس ليتخرج منها بعد ستة أشهر جاسوساً محترفاً، يجيد كل فنون التجسس والتنكر والتمويه والقتل، عنده القدرة على تحمل صنوف التعذيب المختلفة، وأساليب الاستجواب الوحشية لإجباره على الاعتراف، إذا ما سقط في قبضة المخابرات العربية.فقد اكتشف خبراء الموساد مقدرته الفذة على مقاومة الألم، الى جانب ذكائه الشديد وإجادته الإقناع بوجهه الطفولي البريء، الذي يخفي قلباً لا يعرف الرحمة.كل هذا. . يضاف الى خبرته التي لا حدود لها في عالم الإلكترونيات، وتكنولوجيا الاتصالات، وموهبته الفائقة في تطوير أجهزة اللاسلكي، التي يستخدمها الجواسيس في بث رسائلهم.ومنذ وصل روبرتو لفندق ريجنسي، تتبعه السيارة الماسكوفيتش، وعقله لا يكف عن التفكير في من ذا الذي يراقبه ويقتفي أثره؟ أيكون ضابط مخابرات عراقياً ؟ أم أحد أعضاء الشبكة؟استبدل ملابسه على عجل وخرج من باب الفندق يمسح المكان بعيني صقر باحثاً عن الماسكوفيتش فلا يجد لها أثراً، وفي شارع السعدون توقف أمام إحدى الفترينات وتأكد من خلال زجاجها العاكس بأن هناك من يراقبه، فاختفى فجأة بمدخل إحدى البنايات وتسمر مكانه في الظلام، وبعد برهة يدلف شبح مسرعاً فيصطدم به، وقبل أن تهوي على رأسه قبضة روبرتو الحديدية، يصيح الشبح على الفور: "مولتي تشاو".إنها كلمة السر المتفق عليها، ليس في بئر السلم، ولكن بمكتب الخدمات العامة، الواقع على بعد عدة بنايات ويمتلكه إبراهام موشيه، الذي كان يراقب روبرتو بنفسه، وأوشك الأخير ان يحطم فكه بقبضته.الحب المحرملم يكن موشيه يهودياً عراقياً فحسب، بل زعيماً محترفاً لشبكة جاسوسية إسرائيلية داخل العراق، استطاع أن يمد نشاطه حتى الكويت وسوريا، متخذاً من عمله في التجارة والاستيراد ستاراً يخفي وراءه حقيقته، وكانت له قصة مثيرة تستحق منا أن نسردها، ونتتبع معاً كيف انجرف مستسلماً في تيار "الخيانة" منذ صباه، مضحياً بكل شيء في سبيل الوصول الى مأربه، ضارباً عرض الحائط بالأمانة والشرف.كانت بدايته في ضاحية دوما بالقرب من دمشق. ولد لأم يهودية سورية، وأب يهودي عراقي يعمل دباغاً للجلود، امتلك ناصية الحرفة، وأقام مدبغة في بغداد بعد ستة أعوام من العمل الجاد في سوريا، إذ هرب فجأة الى موطنه الأصلي ومعه أسرته الصغيرة، بعد ما اتهم باغتصاب طفل مسيحي دون العاشرة، فعاش في بغداد يحاصره الخوف من مطاردة أسرة الغلام أو السلطات السورية. لكنه لم يرتدع بعد هذه الحادثة، إذ واجهته هذه المرة تهمة اغتصاب طفل آخر في بغداد.ولأنه أثرى ثراء فاحشاً، دفع مبلغاً كبيراً لوالد الطفل رقيق الحال، فتبدلت الأقوال في محضر الشرطة، وخرج موشيه ببراءته، ليمارس شذوذه على نطاق أوسع مع غلمان مدبغته، الى أن وجدت جثته ذات يوم طافية بأحد الأحواض المليئة بالمواد الكيماوية المستخدمة في الدباغة، وكان ابنه إبراهام وقتئذ في الثانية عشرة من عمره، وأخته الوحيدة ميسون على أعتاب السابعة.باعت أمها المدبغة وهربت بثمنها الى مكان مجهول مع السمسار اليهودي الذي جلب لها المشتري، وتركتهما يواجهان مصيرهما لدى عمهما البخيل، ويتذوقان على يديه صنوف القهر والقسوة كل لحظة.وأمام تلك المعاناة. . ترك إبراهام مدرسته، والتحق بالعمل كصبي بورشة لسبك الفضة يمتلكها تاجر يهودي، بينما عملت أخته كخادمة بمنزل عمها مقابل الطعام، واكتشف إبراهام ميلا لديه للسرقة، فمارس هوايته بحذر شديد في سرقة المعدن الخام قبل سبكه ووزنه دون أن يلحظه أحد.وما أن بلغ مرحلة المراهقة باندفاعها وطيشها، حتى ظهرت عنده أعراض الشذوذ كوالده، وإن كانت تختلف في الأسلوب والاتجاه، وكانت ضحيته الأولى.. أخته التي كان ينام معها في فراش واحد بإحدى الحجرات المنعزلة، فكان يحصل منها على نشوته الكاملة وهي تغط في سبات عميق.وذات ليلة . . استيقظت ميسون على غير العادة، ولاذت بالصمت المطبق تجاههه عندما أحست به يتحسس جسدها، فهو شقيقها الذي يحنو عليها، ويجيئها بالملابس الجديدة والحلوى، ويدافع عنها ضد جبروت عمه وزوجته، ويطلب منها دائماً الصبر على قسوة الظروف، طائراً بها في رحلات خيالية بعيداً عن منزل عمهما، فكانت لكل ذلك تسكت عليه.ولما ظهرت عليها صفات الأنثى وعلتها مظاهر النضوج، استشعرت لذة مداعباته التي أيقظت رغباتها، فتجاوبت معه على استحياء شديد في البداية، الى أن استفحل الأمر بينهما للمدى البعيد العميق، فهرب بها الى البصرة، بين أمتعتهما صندوق عجزا عن حمله، كان بداخله خام الفضة الذي سرقه على مدار عشر سنوات كاملة من العمل بالمسبك.وهناك . . معتمداً على خبرته الطويلة، أقام مسبكاً خاصاً به بحصيلة مسروقاته، واكتسب شهرة كبيرة بين التجار، وأثرى ثراء فاحشاً بعد أربع سنوات في البصرة.كانت ميسون في ذلك الوقت قد تعدت التاسعة عشرة، جميلة يانعة تحمل صفات أمها الدمشقية، ذات جسد ملفوف أهيف، ووجه أشقر تتوجه خيوط الذهب الناعمة، عيناها الناعستان كحبتي لؤلؤ تتوسطهما فيروزتان في لون البحر، وفم كبرعم زهرة يكتنز بالاحمرار والرواء، وأنوثة طاغية تشتهيها الأعين وما ذاقها إلا إبراهام.بيد أن الحب له طعم آخر، ولسع بديع يداعب الخيال، فتعزف الخفقات سيمفونية رائعة من أغاني الحياة.فعندما أحبت ميسون جارها وتمكنت منها المشاعر، هربت كأمها مع الحبيب الى أقصى الشمال. . الى الموصل، فتزوجته مخلفة وراءها إبراهام يلعق الذكريات ويكتوي بنار الوحدة، تنهشه أحزانه فيتخبط مترنحاً، وتميد به الخطوات تسعى الى حيث لا يدري، ويتحول الى إنسان بائس.. ضعيف وحيد.في هذا المناخ يسهل جداً احتواؤه بفتاة أخرى، تشفق عليه وتقترب منه عطوفة رقيقة، وهذا بالفعل ما حدث، إذ قربته "راحيل" اليها، ولازمته في قمة معاناته للدرجة التي يصعب عليه الابتعاد عنها.ولأنها ابنة يهودي يعمل لحساب الموساد، وكان لها دور فعال في نشاطه التجسسي، استطاعت أن تضمه بسهولة الى شبكة والدها. ولم لا. . ؟ إنه خائن بطبعه منذ الصغر، استلذ الخيانة عشر سنوات مع صاحب المسبك، وخان الشرف والأمانة عندما انتهك حرمة أخته، ذابحاً عفافها غير مبال بالدين أو القيم، فإن مثله معجون بالخيانة، ليس يصعب عليه أن يخون الوطن أيضاً، فكل القيم عنده طمست معالمها وغطاها الصدأ.لقد بدت سهلة رحلته مع الجاسوسية بعدما تزوج من راحيل، وأخضع لدورات عديدة صنعت منه جاسوساً، فانتقل الى بغداد ليمارس مهامه الجديدة. ولم يكن يدرك أبداً أن شبكته التي سيكونها فيما بعد، ستكون أشهر شبكات الجاسوسية في العراق قاطبة.شاخص الداهيةفي بغداد استأجر إبراهام منزلاً رائعاً، وافتتح مكتباً وهمياً للتجارة بشارع السعدون، والتحق بأحد المعاهد المختصة بتعليم اللغة الإنجليزية، وجند أول ما جند شاباً يهودياً يعمل مترجماً للغة الروسية، له علاقات واسعة بذوي المناصب الحساسة في الدولة، كثير السفر الى موسكو بصحبة الوفود الرسمية، كان دائماً ما يجيء محملاً بالسلع والكماليات، معتمداً على إبراهام في تصريفها.كان تجنيده بعيداً تماماً عن الجنس أو المال. إذ كان "شوالم" غالباً ما يحكي لإبراهام أسرار سفرياته وتفاصيل ما يدور هناك بين الوفدين العراقي والسوفييتي، ولم يكن يخطر بباله أن أحاديثه مع إبراهام كانت كلها مسجلة.وعندما استدرجه ذات مرة للخوض في ادق الأسرار، تشكك شوالم في نواياه فامتقع وجهه واستبد به الخوف، وعلى الفور عالجه ابراهام بالحقيقة، وأكد له بأنه استفاد كثيراً من أحاديثه ونقلها حرفياً للإسرائيليين، فحاول الشاب أن يفلت بجلده من مصيدة الجاسوسية، لكن شرائط التسجيل المسجلة بصوته كبلته، فخضع مضطراً لابتزاز عميل الموساد.
الى اللقاء في الحلقه الثانيه
| |
|
admin Admin
عدد المساهمات : 1587 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 الموقع : https://elmastor99.ahlamontada.com/admin/index.forum?part=users_groups&sub=users&mode=edit&u=1&extended_admin=1&sid=c1629deafff60446a84e167c5d6aaa07
| موضوع: رد: من ملفات الجاسوسية . إبراهام موشيه ..زعيم شبكة الـ " الأحد أبريل 17, 2011 11:23 am | |
| الجزء التاني من ملفات الجاسوسية . إبراهام موشيه ..زعيم شبكة الـ "٣٦".. !! كانت تجربته الأولى الناجحة قدزادته ثقة في نفسه،وأخذ يبتز شوالم الى آخر مدى.فمن خلاله تعرف إبراهام على مهندس يهودي،يعمل بأحد مصانع الأسمنت في بغداد،تردد كثيراً،على منزله برفقة شوالم في بادئ الأمر،ثم بمفرده بعد ذلك حيث شاغلته
راحيل برقة متناهية،وأوحت اليه نظراتها وابتساماتهاالسحرية بعالم آخر من المتعة،لكنها لم تعطه شيئاً مما أراد،وايضاً لم تتجاهله،فحيره أمرها كثيراً،وما بين شكوكه في تصرفاتها حياله،واستغراقه في تفسيرها،
أدمن رؤيتها طامعاً فيما هو أكثر،ليستسلم في النهاية صاغراً،ويستجيب لأوامرها عندما طلبت منهمعلومات عن المواقع العسكريةالتي تتسلم حصص الأسمنت.وعندما سلمته أربعمائه دينار
مقابل خدماته،
صدمته الحقيقة التي تكشفت له،فهونت عليه الأمر وشرحت له
الكثير عن واجب اليهودإزاء وطنهم الجديد،إسرائيل، وأمام فتنتها القاتلة لم يتبرم أو يعترض،بل تطوع – إرضاء لها –بجلب المعلومات الحيوية دون تكليف منها،
عازفاً عن العمل بمقابل مادي لقاء خدماته،على أمل الهجرة الى إسرائيل في أقرب فرصة،وتوفير فرصة عمل له هناك.ولما أدركت هي ما يصبو اليه،لعبت على أوتار أمنيته،ووعدته بتحقيقها في التقريب العاجل.استتر إبراهام خلف مكتبه التجاري،وزيادة في التمويه . .قام بشحن كمية من فاكهة البرتقال
الى الكويت، بواسطة سيارة نقل كبيرة "برادة" يقودها سوري عربيد من السويداء،يعشق الخمر العراقي (1) والنساء، له زوجة سورية في درعا،وأخرى عراقية في المقدادية،وثالثة إيرانية في كرمشاه.كان السائق زنديقاً لا ديانة له،اسمه "خازن"
وشهرته "شاخص"
لشخوص واضح في عينيه،استطاع هذا الخازن أن ينال ثقة ابراهام خلال فترة وجيزة منالعمل لديه في نقل الفاكهة الى الكويت، ولأنه سائق فقط على البرادة، تسلل إبراهامالى عقله ووجدانه،ووعده بأن يمتلك مثلهاإذا أخلص اليه "وتعاون" معه.في إحدى زياراته لزوجته السورية،تمكن شاخص من الحصول على بعضالمعلومات التي تتصل بالتحركاتالعسكرية السورية على الجبهة،وبعض القواعد الجوية التي تطورت
منشآتها وتحصيناتها، كما وطدد علاقتهبأحد المتطوعين في الجيش السوريمن أقرباء زوجته،استطاع بواسطة الهدايا التي أغدقها عليه،أن يتعرف من خلاله على أسرار هامة،تمس أموراً عسكرية روتينية ويومية،قام بنقلها الى ابراهام بأمانة شديدة،فمنحه مبلغاً كبيراً شجعه على أن يكون أكثر إخلاصاً في البحث عن المعلومات العسكرية،ليس في سوريا فحسب،بل وفي الكويت أيضاً.كانت الكويت في ذلك الوقتإمارة صغيرة غنية،سمحت للعديد من العراقيين والإيرانيينبالإقامة وبعض حقوق المواطنة
(2)،فضلاً عن العديد من أبناءالجنسيات العربية الأخرى
الذين تواجدوا بها منذ سنوات طويلة.ومن بين هؤلاء كانت توجد نفوسضعيفة يسهل شراؤها، خاصة أولئك الذين يشعرونبالدونية وبأنهم مواطنونمن الدرجة الأدنى.استطاع خازن أن يستثمر ذلك جيداًفي شراء ذمم بعضهم،وحصل على معلومات دقيقةعن أنواع الأسلحة المتطورة في الكويت،ومخازنها، ونظم التدريب عليها،وعدد المنخرطين في الجيش الكويتي،وبعثات الطيارين في الدول المختلفة.وامتد نشاطه الأفعواني الى دول الخليج العربي وإماراته الأخرى.فمكن بذلك ابراهام من تجميع ملفات كاملة،تحوي الكثير من المعلومات العسكريةوالاقتصادية والتجارية عن الكويتومنطقة الخليج.ميسون عادتتحير ضباط الموساد في أمر عميلهم أبراهام،فإخلاصه يزيد كثيراً عن الحد المعهود،
ونشاطه التجسسي يتطور ويمتدليشمل بخلاف العراق دول الخليج وسوريا.وكان لا بد من حمايته كي لا يغتربنفسه فيكشف أمره،وحمايته ليست بالطبع بواسطة حراس مسلحين،وإنما بتدريبه تدريباً خاصاً لرفعالحس الأمني لديه، والوصول بكفاءته كجاسوس محترفالى درجة أعلى في الخبرة والمهارة،فاستدعى للسفر الى عبادانعلى وجه السرعة،حيث كان ينتظره خبيران من الموسادأحدهما روبرتو بيترو،جاء خصيصاً من أجله لأنه يحمل ترخيصاً تجارياً،لم تواجهه مشكلة في مغادرة العراق.مكث أبراهام معهما تسعة عشر يوماً،أخضع أثناءها لدورات مكثفة في كيفية فرز المعلومات وتنقيتها،والسيطرة على هذا الكم الهائل منالعملاء الذين يدينون بالولاءلإسرائيل، هذا فضلاً عن تدريبهعلى كيفية الإرسال بالشفرة،بواسطة جهاز لاسلكي متطور أمدوهبه وجهاز راديو لاستقبال الأوامر.
ورجع إبراهام الى العراق يزهو بالحفاوةالتي قوبل بها، وبالتدريب الجيد
الذي ناله، وبالأموال الطائلةالتي ما حلم بمثلها يوماً.سرت راحيل بالهدايا الثمينة
التي حملها اليها.وجهاز الراديو الرانزستور الحديث بين أمتعته،والذي هو في الأصل جهاز لاسلكي تتعدىقيمته عشرات الآلاف من الدولارات
وفي أولى رسائله الى الموساد طمأنهمعلى وصوله بسلام،وبثهم تحيات زوجته، وتلقى رداً يفيد استلام رسالته، وتمنياتهم الطيبة لهما بعمل موفق.في الحال شرع إبراهام في الاتصال بأعضاءالشبكة، وطلب منهم معلومات محددة كل حسب تخصصه، وأمدهم بآلاف الدناتيرليغدقوها على عملائهم، فأثبت كفاءةعالية في إدارة شبكته بمهارة.وذات يوم بينما كان في الموصل،
لم يصدق عينيه وهو يقف وجهاً لوجهأمام ميسون في أحد الميادين،وحين ألجمتها المفاجأة أسرعت بالفراروسط الزحام تتلفت خلفها، بينماغادر سيارته الماسكوفيتش ملهوفاًوأسرع وراءها، تمر برأسهألوان من الذكريات البعيدةلم يستطع نسيانها. فلما أدركها،ملتاعة صرخت، فطمأنتها نظراتهالمليئة بالحب والشوق،ومشت معه الى السيارة ترتعد،وقد انحبست الكلمات في حلقومها.وفي الطريق الى منزلها..عاتبها كثيراً،وشكا لها قسوة المعاناة التي عايشهامن بعد هروبها، وعلى المقود هجمت عليه أشجانه،وغلبته دموعه فاستسلم لها،في حين شهقت أخته باكية تستعطفه،وترجوه أن ينسى ما كان بينهما،وأشارت الى بطنها المنتفخ قائلة إنه الابن الثالث لها.لكن يهودياً خائناً وشاذاً مثله،لم يكن مؤهلاً لأن يستجيب لرجفةالخوف والضعف عند عشيقته الأولى في حياته ..أخته. فما إن وصلا الى منزلها،وكان خالياً من زوجها،إلا وطالبها بحمل مستلزماتها وولديها
والعودة معه الى بغداد.رفضت ميسون مسترحمة،فانهال عليها ضرباً وركلاً غير مبالبصراخ الصغيرين،وأمام إصرارها على الرفض طالبها بحقه .
. فيها. . !!ألم نقل بأنه يهودي خائن،تبرأت منه النخوة واعتلاه الجمود؟ ..هكذا نال ما أراده منها،مدعياً بأنه حق مكتسب وواجب عليهاأن تؤديه كلما طلبها.رجع بغداد مكدراً ليجد راحيل
تعاني آلام الحمل الأول في شهوره الأخيرة. وبعد أسبوع يأخذها في الفجر الى المستشفى، فتلد جنيناً ميتاًسرعان ما تلحق به هي الأخرىبسبب حمى النفاس، كأنما أراد الله أن يقطع ذريته الى الأبد،ويحرمه من مشاعر الأبوة فيظل وحيداً كشجرة جافةبلا جذور، تطيح بهاالأنواء فتتكسر.ولأول مرة منذ هجرته ميسون في البصرة،تفتك به الوحدة وتعتصرهالأحزان، فتخنق لديه مباهج الحياة،وتبثه اللوعة تكويعظامه وتزلزل عقله،فيفقد شهيته للعمل،وينزوي في ضعف يسربله الخوف والوهن،وتفر منه اندفاعات الجرأةالى حيث لا مستقر.اللاسلكي المهشمفي تل أبيب اجتمع ضابط الارتباط بمرؤوسيه،وقرأ عليهم رسالة عاجلة بثت في بغداد تقول: "دوف:
أمر بظروف نفسية معقدة. .
لا أستطيع الاستمرار في العمل. .
لن أكون ذا نفع لكم من الآن . .
ابعثوا بمن يقود المجموعة . . سأنتظر ردكم بلا أوامرفي الميعاد شالوم".وجم الجميع، فإشارات الراسلةورموزها السرية صحيحة،بما يفسر عدم وقوع العميل فيقبضة المخابرات العراقية،ماذا حدث إذن؟كانت هناك شكوك في فحوى الرسالة،فهي إحدى المرات القلائل،الوحيدة التي يتسلم فيهاالموساد رسالة غامضة كهذه من عميل نشط.وفسر البعض ذلك بأنه ربما كشف أمره واعترف بكل شيء، وضبط بنوتة الشفرة رموزالاستهلال والختام السرية المتفق عليها.لكن ضابط الارتباط استبعد ذلك،فالعميل يحفظ الرموز جيداً عن ظهر قلب ودرب كثيراًعلى ذلك في عبادان، ولو أن أمره قد انكشف وأجبر على بث الرسالة،لعكس الأرقام.وكان لابد من معرفة حقيقةالوضع في العراق
الى اللقاء في الحلقه الثالثه
كونو معي دائماا لمتابعة ما يدور من حولنا اختكم اميرة الشاطئ | |
|