admin Admin
عدد المساهمات : 1587 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 الموقع : https://elmastor99.ahlamontada.com/admin/index.forum?part=users_groups&sub=users&mode=edit&u=1&extended_admin=1&sid=c1629deafff60446a84e167c5d6aaa07
| موضوع: موسوعة أسماء الله الحسني ( المصوّر) السبت يناير 21, 2012 4:13 am | |
| المصور (صور) الشيء أي جعل له شكلا معلوما .. ويطلق هذا الفعل على من يقوم بعمل تمثال مجسمللشيء .. أو يرسمه على الورق .. أو يلتقط له صورة بآلة تصوير .. والاسم (مصور). و(المصور) بأل التعريف اسم من أسماء الله الحسنى. و(صور) الله عز وجلالأشياء أي جعل لكل منها شكلا معلوما، وإذا تأملت الكون المحيط بلك تجد أن المولىعز وجل قد جعل لكل نوع من المخلوقات شكلا يميزه عن غيره من الأنواع، فالإنسان يختلفعن الجمل ويختلف عن القرد وهكذا. كما أنه جل وعلا قد جعل لكل فرد داخل النوع الواحدصورة تميزه عن غيره من أفراد نوعه، فإذا نظرت إلي زيد من الناس فإنك تعرفه بمجردالنظر إلي وجهه، وهذه من معجزات التصوير الإلهي، فرغم أن تركيب الوجه لا يختلف منإنسان إلي آخر .. إذ يتكون من العينين والأنف والأذنين والفم، إلا أنه تبارك وتعالىيصور من هذه التركيبة عددا لا نهاية له من الوجوه. ورغم أن يد الإنسان تتكون منخمسة أصابع لها نفس التركيب إلا أن كل إنسان له يد تختلف في الشكل عن أيدي غيره منالبشر، فالحق سبحانه وتعالى يصور من التركيبة الواحدة عددا لا نهائيا من الأشكال. ومن نعم الله عز وجل على الإنسان أنه اختصه بحسن الصورة وجعله اجمل المخلوقات شكلافجعله منتصب القامة سوى الأعضاء حسنها، وفي ذلك يقول جل وعلا: الإنسان على صورةالله ومثاله .. يكون المولى تبارك وتعالى له فم وهنا نتسائل: ما وظيفة هذا الفمبالنسبة لله عز شأنه؟فإذا قلنا أنه يأكل فقد نسبنا له نقصا لا يتناسب مع كمالهالمطلق لأنه تبارك وتعالى غني عن الطعام والشراب، إذ كيف يأكل ويشرب وهو (القيوم)القائم بنفسه قياما مطلقا والمقيم لغيره من المخلوقات التي خلقها؟بل كيف يأكلويشرب وقد كان جل وعلا موجودا من قبل ولم يكن هناك كون ولم يكن هناك طعام ولا شراب .. إن الطعام والشراب من مخلوقاته جل وعلا فهل يليق بالخالق أن يحتاج إلي مخلوقاتهلكي يظل ويبقى على قيد الحياة. وإذا قلنا إن الله عز وجل لا يأكل بهذا الفم .. فهليتكون جل شأنه من أعضاء التبول والتبرز وغيرهما من الأعضاء البشرية. ومن جهة أخرىوكما قلنا من قبل لو كان الإنسان على صورة الله ومثاله إذن فهو جل شأنه مركب منأجزاء، والأجزاء مكونة من المادة .. وهنا نسأل: كيف يتكون الله عز وجل من المادةوقد كان تبارك وتعالى منذ الأزل ولم تكن هناك مادة قبل خلق الكون، بل كيف يتكون منالمادة وهي مخلوق من مخلوقاته عز وجل، فهل يليق بالخالق جل شأنه أن يحل في مخلوقوكيف يكون مركبا، والمركب يحتاج إلي من يسبقه في الوجود ويركب له أجزاؤه في حين أنالحق تبارك وتعالى أزلي بلا بداية ولم يسبقه أحد في الوجود. إذن الاعتقاد بأنالله عز وجل قد خلق الإنسان على صورته ومثاله هو اعتقاد فاسد باطل، والنصوص الواردةفي هذا الشأن صريحة ولا يمكن تأويلها لتؤدي معاني أخرى، وهي نصوص باطلة بأي وجه منوجوه التأويل. وصوركم فاحسن صوركم وزقكم منالطيبات (سورة غافر ـ 64)ويقول سبحانه أيضا: ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم (سورةالأعراف ـ 11)والتصوير يبدأ من الرحم كما قال المولى عز وجل: هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيزالحكيم "6" (سورة آل عمران)وقد ورد عنالنبي عليه افضل الصلاة وأتم التسليم أنه قال: (إذا مر النطفة اثنتان وأربعين ليلةبعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها ثم قال: يا ربأذكر أم أنثى فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك)وفي مجال الحديث عنالتصوير الإلهي أود أن أشير ـ كما أشرت قبلا ـ إلي قضية بالغة الخطورة ألا وهي أنبعض العقائد تزعم أن الله عز وجل قد خلق الإنسان على صورته ومثاله .. أي أن الإنسانقد خلق على صورة الله عز وجل.وهذا اعتقاد فاسد واضح البطلان لأن الإنسان وإنكان مخلوقا على احسن صورة إلا أنه مخلوق، وقد شاءت الإرادة الإلهية أن يكون بهنقائص معينة سوف تزال عنه إن قدر له أن يحظى بالجنة، وهذه النقائص وإن اعتبرهاالبعض أنها ليست نقائص إذا نسبت إلي الإنسان، فإنها لا محالة نقائص إذا نسبت إليالله عز وجل. المولى تبارك وتعالى خلق للإنسان فم لمضغ به الطعام، فإذا قلنا إنوالتفسير؛ لأنه لا تشابه ألبته بين الله عز وجل والإنسان في وجه من الوجوه. حتىالاشتراك بين الله عز وجل والإنسان في بعض الصفات كالسمع والبصر والقدرة هو اشتراكلفظي أو مجازي، لأن الصفة لدى الإنسان ما هي إلا مظهر من مظاهر الصفة لدى الحقتبارك وتعالى .. فعلى سبيل المثال قدرة الإنسان ليست إلا وهبة ومنحة من قدرة اللهجل شأنه. هذا التشابه اللفظي أو المجازي لا يجعل الإنسان يرقى بأي حال من الأحوالإلي أن يكون على صورة الله ومثاله، وذلك أيا كان المعنى المستفاد من نصوص المماثلةبين الله والإنسان. أما عن حديث خلق آدم الذي ورد عنالنبي صلى الله عليه وسلم ـ في صحيح مسلم ـ أنه قال: "خلق الله عز وجل آدم علىصورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر منالملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك به، فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال: السلام عليكم،فقال: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه (ورحمة الله) قال: فكل من يدخل الجنة علىصورة آدم وطوله ستون ذراعا، فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن"وهنانبادر فنقول: أن الضمير الوارد في كلمة (صورته) عائد على آدم، وعبارة طوله ستونذراعا جاءت توضيحا لهذه الصورة .. أي صورة آدم .. يضاف إلي ذلك ما عرف عن الشريعةالإسلامية من أنها تميزت عن سائر الشرائع السماوية وغير السماوية بأنها تنزه اللهعز وجل عن أن يكون له شبيه أو نظير أو ند أو مماثل، نذكر من ذلك قول الحق تباركوتعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "11" سورة الشورى.يضاف إلي ذلك أن حديث خلق آدم قد ورد برواية في صحيحالبخاري بدون عبارة (على صورته) .. أي خلق الله آدم طوله ستون ذراعا إلي آخرالحديث. فتبارك ربنا الملك الحق الذي صورنا على غير مثال سبق وفي احسن تقويم دون أننرقى إلي مماثلته أو مشابهته.عودة للقائمة الرئيسيّة | |
|