الحب افعال لا نبضات

الحب افعال لا نبضات
قال لى بعد عناء يوم العمل المتواصل :
- يا الهى لكم اشتاق الى زوجتىالان.
فابتسمت قائلا : لم يبق الا ساعه واحده وتعود اليها أسأل الله ان يديم الحب بينكما .
ثم
ابتدرته قائلا : اراك ومنذ بداية زواجك والذى مر عليه 5 سنوات كامله ولا
تزال مشاعر الحب لديك متوهجه لم تتغير او تهدأ فهلا اخبرتنى بسبب ذلك الحب
الشتعل ؟ وللعلم انا ادعوا لكما دائما فلا تظننى احسدكما معاذ الله . ولكن
بى شوق لمعرفة سر الحب الدائم لعلنى اتعلم منه .
ابتسم صديقى فى ود
ثم رنا بعينيه بعيدا كأنه يتعدى حدود الزمن ثم قال : ان قصتى اخى العزيز قد
لا تختلف عن الكثير من قصص الحب ولكن لها عندى مذاق مختلف فلقد تزوجت
زواجا تقليديا وامى اختارت لى العروس فنظرت اليها النظره الشرعيه ثم استخرت
الله ورزقت الطمأنينه فأكملت المسير ولم تمر اسابيع قليله الا وكان يجمعنا
سقف بيت واحد وعندها بدأت لدى المشكله ..
ثم صمت برهة وكأنه
يريد ان يطمئن ان حواسى كلها تتابع ألفاظه ثم قال : بصراحه لم اشعر مع
زوجتى أبدا بذلك الحب الذى كنت اسمع عنه واتمنى ان اعيشه لم اجد الرومانسيه
التى كنت ارجوها من تسارع فى دقات القلب والتلعثم فى الحديث واحمرار الوجه
وحدثتنى نفسى انى ربما قد تعجلت فى امر زواجى او انى ربما اكون قد اخطأت
فى الاختيار ولكن شئ بداخلى كان يـأمرنى بالاستمرار لعله نداء العقل الذى
كان يؤكد لى انه ما ندم من استخار وما خاب من استشار وما دمت قد اخذت
بالاسباب فعلى الله اكمل ما بدأت
وفى غمرة توترى وحيرتى توضأت ثم
صليت لله ركعتين طالبا منه ان يكشفعنى هذا اللبس ويرحمنى من نار حيرتى
واضطرابى ثم قصدت مكان هادئ لا يقطعنى فيه احد وامسكت ورقه وقلم وبدأت فى
تدوين عدة اسئله ثم اجبت عنها بكل صراحه وكانت هذه الاسئله كالتالى :
ما هى الصفات التى كنت ابحث عنها فى شريكة حياتى ؟ فكتبت عشر صفات اساسيه كنت اتمناها

ثم
سالت نفسى السؤال الثانى وهو كم من الصفات العشر موجوده فى زوجتى الحاليه
ووالله يا أخى كانت مفاجأه لى ان وجدت ثمانى صفات من العشر موجودة فشعرت
كأنى كنت فى ظلام واشعل لى احدهم مصباح وتملكنى شعور عجيب هو مزيج من
السعاده على هذه المعلومه
والسخط على كونى لا استشعر تلك النعمه التى من الله بها عليا فوبخت نفسى قائلا:
ماذا
اريد من زوجتى ان تكون كاملة الاوصاف ان هذا سيكون فى الجنه ان شاء الله
ها اريد التمرد فأخسر سعادتى واعذب المرأة التى لا ذنب لها الا انها
اختارتنى رفيق دربها
وعندما انتهيت من تلك المحادثه الذاتيه
الصادقه والتى استمرت ما يقرب من الساعتين اقمت فيها محكمه بينى وبين نفسى
وكشف الله لى فيها جوانب كانت غامضه عنى عدت الى زوجتى وانا مشتاق اليها
شوقا لم اشعر به من قبل.
فقلت له باهتمام : وما هو موقفك من زوجتك بعد هذه الجلسه ؟؟
فقالى
لى مبتسما : لقد استخدمت مع زوجتى مبدأ هو فى رأيى اساس السعاده الزوجيه
لقد قرأت فى احد الكتب الغربيه ان رجلا اتى طبيبا نفسيا شاكيا اليه انه لم
يعد يحب زوجته كما كان وان الحب بينهما اصابه سرطان جعله يذبل حتى اصبح فى
مرحله متأخره يلفظ فيها انفاسه ..
فقال الطبيب له بهدؤ : حسنا علاجك بسيط فقال له الزوج بلهفه وما هو يا سيدى؟؟
فقال له الطبيب : احبب زوجتك ؟
فنظر
له الزوج بدهشه صارخا : جئت لك شاكيا غياب الحب بيننا فاذا بك تقول لى
احبها لماذا كان مجيئى اليك اذن ياسيدى فقال له الطبيب : اذن احبب زوجتك!
فقال له الرجل وقد بدأ صبره ينفد : اخبرنى بما تقصد او فلتعطينى قيمة الكشف الذى دفعته بالخارج .
فقال له الطبيب مبتسما:
قل لى سيدى هل كنت تحب زوجتك من قبل ؟
قال له الزوج :بل كنت اعشقها .
فقال له : وماذا كنت تفعل كى تثبت له حبك ؟
فقال الزوج : كنت احضر لها هديه او اتناول معها العشاء فى مكان هادئ او على الشاطئ.
فقال له الطبيب :
حسنا كل ما اريده منك ان تفعل هذه الاشياء مره اخرى ولمدة شهر .

ثم عاد له بعد شهر شاكرا ومبشرا بأن الحب قد عاد اليه مره اخرى .....

لقد كان هذا المعنى هو محركى نحو علاقه زوجيه فعاله لقد اشعل جزوة الحب لا فى قلب زوجتى بل فى قلبى انا ايضا .
فقلت له ضاحكا : هل تريد ان تقول لى ان الحب ممارسه لا كما نراه فى الافلام والروايات الرومانسيه من بسمه فموعد فلقاء .
فقال لى باهتمام :
ان
الحقيقه الكبرى التى اكتشفتها والتى جعلتنى سعيدا طوال حياتى الزوجيه ان
الحب ممارسة وصفح وتفهم ولا يخضع لقاعدة اعطنى اعطك او واحده بواحده لا فهو
عطاء بلا حدود وتضحيه لا متناهيه و .....
اراك غدا فلقد اشتقت لزوجتى وحوريتى ..... سلام

م

وهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــج